الخطاب ٢٧

الإنارة لأجل الله

"١٦«وَلَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجًا وَيُغَطِّيهِ بِإِنَاءٍ أَوْ يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِيرٍ بَلْ يَضَعُهُ عَلَى مَنَارَةٍ لِيَنْظُرَ الدَّاخِلُونَ النُّورَ. ١٧لأَنَّهُ لَيْسَ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ وَلاَ مَكْتُومٌ لاَ يُعْلَمُ وَيُعْلَنُ. ١٨فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْمَعُونَ! لأَنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي يَظُنُّهُ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ». ١٩وَجَاءَ إِلَيْهِ أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَصِلُوا إِلَيْهِ لِسَبَبِ الْجَمْعِ. ٢٠فَأَخْبَرُوهُ قَائِلِين: «أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجًا يُرِيدُونَ أَنْ يَرَوْكَ». ٢١فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُم: «أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا»" (لو ٨: ١٦- ٢١).

كل مؤمن مدعو ليشهد للمسيح؛ يجب أن يجعل نوره يشرق أمام الناس. يستخدم ربنا يسوع هنا مثلاً توضيحياً من الواضح أنه كان يروق له كثيراً. نعاين أمثلة توضيحية محددة تبدو ذات ثقل، وتساعد على إيضاح الحقيقة التي تُعطى لنا، وهذه الأمثلة التوضيحية جدير بنا أن نستخدمها مراراً وتكراراً كلما كانت الفرصة مناسبة. جميعنا نعرف أن الرب يسوع كان معلّماً، ومن اللافت والشيّق أن نلاحظ كيف كان يشرح الأمور بشكل رائع إلى جمهوره الذين كان يخاطبهم. بعض الكارزين اليوم ينفرون من هكذا طريقة، إلا أنهم في حاجة إلى أن يتذكروا أنهم بانتقادهم لهذه الطريقة فإنهم، عن معرفة أو عن جهل، ينتقدون الرب نفسه. قال سبرجن: "العظة هي البيت، والأمثلة التوضيحية هي النوافذ التي تسمح للنور بالدخول". لم يسرد ربنا قصصاً فقط لأجل تحريك مشاعر مستمعيه؛ كل حادثة كانت مثلاً، حتى وإن كانت فعلياً حقيقية واقعية. يخبرنا الإنجيل أنه كان يتكلم إليهم بأمثال. وكان لديه هدف مزدوج من استخدام هذه الأمثلة: في الدرجة الأولى، العديد من الأمثلة ساعدت في إيضاح الحقيقة التي كان يسعى لنقلها إليهم؛ وفي الدرجة الثانية، كانت الأمثال تحدياً لمستمعيه، فتختبر إن كان لديهم اهتمام حقيقي بالحق أم لا. فإن كانوا غير مهتمين، سيصغون إلى القصة ويمضون بلا مبالاة في طريقهم، بدون أن ينتبهوا أكثر إلى المثل؛ ولكن إن تأثروا فعلياً، فسوف يستعملون عن المعنى الذي كان يرغب في نقله. ونرى هذا مراراً وتكراراً مع الرسل الذين جاؤوا إليه، يسألونه عن معنى القصص أو الأمثلة التي يستخدمها. معظم أمثلته التوضيحية كانت لها علاقة بالأمور المألوفة جداً والمعروفة جيداً. وهكذا كان الحال أيضاً في مثال السراج أو المنارة، الذي استخدمه في عدة مناسبات. علينا أن نعلم أن السراج لم يكن على الشكل الذي نعهده الآن، بل كانت الكلمة تعني أحد المصابيح المعدنية أو الخزفية التي رآها كثيرون منا غالباً في الصور أو في المتاحف، حيث الجزء الأسفل يُملأ بزيت الزيتون، ويبرز فتيل من خلال الميزاب. وعندما يُضاء هذا الفتيل كان المصباح (أو السراج) يُوضع على منارة، أو في موضع ناتئ بارز ما، لكي ينير البيت. وهكذا يقول يسوع: "لَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجًا وَيُغَطِّيهِ بِإِنَاءٍ أَوْ يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِيرٍ، بَلْ يَضَعُهُ عَلَى مَنَارَةٍ، لِيَنْظُرَ الدَّاخِلُونَ النُّورَ". هذا أمر موحٍ جداً. في مكان آخر يتكلم يسوع عن إخفاء النور تحت المكيال، الذي يقابل الإناء هنا. والمكيال يذكرنا بشكل طبيعي بالأعمال، لأنه كان يُستخدم لقياس الغذاء؛ وكثير من المسيحيين، على ما أخشى، قد أخفوا نورهم تحت مكيالٍ؛ لقد سمحوا لأعمالهم بأن تشغلهم حتى أنهم أخفقوا في الشهادة للمسيح كما ينبغي عليهم. لربما سمعتم في بعض الأحيان العبارة: "أنا لا أخلط تديني بعملي". حسنٌ. إنه لأمر محزن ألا تفعلوا ذلك، لأنكم تخفقون كلياً في أن تكونوا ذلك النوع من رجال الأعمال الذي يترقبه الرب منكم. ليس جميع المسيحيين مدعوين لأن يستلموا مناصب، كخدّام أو معلّمين علنيين، ولكن الله يحتاج إلى رجال أعمال مسيحيين لينيروا لأجله. إني أشكر الله دائماً عندما أسمع الناس يقولون عن بعض إخوتي الفاعلين في نشاطات تجارية مختلفة: "لقد عرفت السيّد فلان لسنين، ويمكنني أن أثق به أينما كان؛ فهو يحمل مسيحيته إلى عمله". بهذا يسمح المرء لنوره بأن يشرق لله في حياته اليومية. المسيحي المعترف الذي يحاول أن يدير شؤون عمله بدون أن يعطي للمسيح المكانة المناسبة في حياته هو إنسان فاشل.

ثم يفترض ربنا إمكانية إخفاء النور تحت سرير. والسرير بالطبع يشير إلى الاستراحة والطمأنينة. ألا نعرف كثيرين على هذا النحو؟ فهم يهتمون بأمور الله طالما لم تتداخل هذه مع راحتهم. كم من أناس ينسون أن يوم الأحد هو يوم الرب، فيسهرون خارج المنزل إلى وقت متأخر ليلة السبت، وينشغلون بالعمل أو المتعة، ثم ينامون في السرير إلى وقت متأخر صباح الأحد ولا يعود في مقدورهم الاجتماع مع شعب الله، متذرعين بأنهم في حاجة إلى إراحة جسدهم وفكرهم. بالتأكيد، إن قليلاً من التفكير المتروي والتدبير كان ليجعلهم يرتبون أمر الساعات الأخيرة من الأسبوع لكي يستطيعوا ما أمكنهم ذلك من الاستفادة من يوم الرب فيقدموا كل الوقت لله بطريقة تمجّد اسمه وذلك بمشاركتهم في العبادة مع شعبه في مختلف النشاطات المتعلقة بالشهادة للإنجيل. من السهل جداً أن يحجب المرء نوره تحت السرير ويبرر نفسه بحجة التعب الجسدي. كثيرون كان ليمكن أن يشاركوا بشكل فعال أكثر في أمور المسيح لولا كسلهم. أسأل الله أن نكون نحن المسيحيين جدّيين كثيراً من حيث الشهادة للمسيح بنفس درجة حماسة سفراء الشيطان في خدمته. كم هو أمر مثير للشفقة غالباً عندما يبدأوا اجتماع الإنجيل الساعة التاسعة ومع ذلك فإن محبي الدنيا يكونون في المسرح أو أماكن دنيوية أخرى حتى حلول منتصف الليل دون أن يفكروا في الأمر. إنه من العار على المسيحيين أن يكونوا متوانيين إلى تلك الدرجة في إبداء التكرس للمسيح. في دراستي للغة الصينية قبل عدة سنوات، لاحظت أن أحد الأحرف الصينية التي تعني "الشر" كانت تُرسم على النحو التالي: الجزء العلوي كان يرمز إلى الشيء الثانوي، والجزء السفلي كان رمز لـ "القلب"؛ والمعنى هو أنه عندما نعطي أهمية للأمور الثانوية ينشأ لدينا الشر. آمل أن نسائل قلوبنا إذا ما كنا نعطي المسيح الأولوية في حياتنا ونجعل أمور الله هدفنا الرئيسي المباشر؛ أم إذا كنا نضع راحتنا في الدرجة الأولى ثم تأتي أمور الله في الدرجة الثانية. يخبرنا ربنا أنه "لَيْسَ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ، وَلاَ مَكْتُومٌ لاَ يُعْلَمُ وَيُعْلَنُ". في مكان آخر يخبرنا الإنجيل أن علينا جميعاً يوماً ما أن نقف أمام كرسي دينونة المسيح في ذلك اليوم المهيب عندما كل أهداف قلبنا تكون معلنة وظاهرة. كم هم كثيرون منا الذين سينظرون بحزن وأسف إلى نقص تكرسنا الحقيقي للمسيح عندما كنا في هذا العالم! ما نحتاج إليه هو أن نحيا أكثر فأكثر في نور ذلك اليوم من التجلّي.

بعد ذلك نجد كلمة من ربنا إلى أتباعه فيما يتعلق بالتلمذة: "انْظُرُوا كَيْفَ تَسْمَعُونَ، لأَنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي يَظُنُّهُ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ". هناك العديد من المستمعين اللامبالين؛ هناك أناس يسمعون بأذنهم الخارجية ولكنهم لا يصغون إلى الرسالة على الإطلاق. علينا أن نتذكر التحدي السباعي الوارد في سفر الرؤيا: "مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ". يجب أن نصغي إلى كلمة الله على أنها رسالة الرب نفسه إلى نفوسنا بالذات؛ إن لم نفعل ذلك فإننا نهين ذاك الذي يتكلم إلينا لتعليمنا وطاعتنا. من جهة أخرى، علينا أن نحرص على ألا نصغي إلى ما هو زائف كاذب. في سفر الأمثال نقرأ: "كُفَّ يَا ابْنِي عَنِ اسْتِمَاعِ التَّعْلِيمِ لِلضَّلاَلَةِ عَنْ كَلاَمِ الْمَعْرِفَةِ" (أم ١٩: ٢٧). إن أقرّ الناس بأنهم خدّم للمسيح ومع ذلك ينكرون الحقائق العظيمة للكتاب المقدس، فإن الله يعتبرنا مسؤولين. إذا تمادينا في الاستماع إلى هكذا أناس ناكرين، لسنا نضيّع وقتنا فقط بأن نفعل ذلك بل إننا أيضاً نخزي الله ونهينه إذ تُرفض كلمته على هذا النحو.

يؤكد الرب يسوع على أهمية أن نستخدم بشكل صحيح ما نُقل إلينا: "انْظُرُوا كَيْفَ تَسْمَعُونَ، لأَنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي يَظُنُّهُ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ". من السهولة بمكان أن نصبح عالة كلياً، من الناحية الروحية، ومع ذلك أن نكون غير مدركين أبداً لحالتنا الحقيقية. لدينا مثال عن ذلك في كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ، التي يقول أعضاؤها: "إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ"؛ ولكن الرَّب، كما تذكرون، قال لهم: "ألَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ؟" لقد كانوا يظنون أن كل شيء على ما يرام وأنهم كانوا أغنياء في كل شيء، بينما كان كل شيء في الواقع يسير بشكل خاطئ بالنسبة لهم. لقد كانوا في أشد درجات الفقر الروحي، لأنهم لم يستفيدوا جيداً من غنى النعمة التي وضعها الله نصب أعينهم وفي متناول أيديهم. وهكذا هو الحال مع من يخفق في أن يسمع وينتبه إلى كلمة الله، بل ويهنئ نفسه على أنه في حالة روحية جيدة على ما يعتقد.

بينما كان ربنا يعطي هذا المثل التوضيحي لمستمعيه، جرت حادثة أكدت على أهمية الأمر الذي كان يؤكد عليه. جاء أحدهم فجأة وقاطعه قائلاً: "أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجًا، يُرِيدُونَ أَنْ يَرَوْكَ". بعض الناس، كما تعلمون، لا يعرفون اختيار الزمن المناسب والمكان المناسب للأشياء، فلا ينتبهون إلى مقاطعة أكثر اللحظات الثمينة في كشف الحق الإلهي؛ غالباً ما يصعب على الوعاظ والكارزين احتمال هكذا مقاطعة. المرء يميل إلى أن يصير عديم الصبر، ولكن لم يكن الحال هكذا مع ربنا المبارك. فبدل من أن يتوقف ليحيّي من يحبهم أو يوبّخ من أتى إليه يعلمه بحضورهم، استخدم هذه الحادثة ليؤكد الحقيقة التي كان يكشفها لهم: "أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا". أتخيله يرفع يديه ويجول بنظره إلى ذلك الحضور وهو يقول: "هؤلاء هم أُمِّي وَإِخْوَتِي". أولئك الذين يحبون حق الله ينتمون إليه بطريقة معينة، إنهم أقرباءه المقرّبين. هل أنت وأنا من بين هؤلاء؟ في مناسبة أخرى قال لتلاميذه: "أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ". كم هو أمر قيّم وثمين أن نكون من أصدقاء وأحبّاء يسوع، أن نكون ممن يتمتعون بصحبته ويسعون لإطاعة كلمته.

صحيح أننا نخلص بالنعمة وحدها. وأنه لا يمكننا أن نفعل أي شيء لنستحق خلاصنا؛ فما من عمل نقوم به يمكن أن يفيد في محو ولو خطيئة واحدة، إلا أن ذاك الذي خلّصنا يتوقع منا أعمالاً صالحة. لقد قال: "ليُضِئ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ". نحن الذين آمنا بالله مسؤولين على أن نحرص بالقيام بالأعمال الصالحة. هذا هو اختبار التلمذة. فبهذه الطريقة ننير للمسيح، جاعلين العالم يدرك كم يعني المسيح بالنسبة لنا. لعل من يستمع إليّ الآن لم يؤمنوا بعد بالرب يسوع المسيح؛ فإن كان الأمر كذلك، فإني أناشدكم أن تنتبهوا إلى ما تسمعون! تقول الكلمة: "اسْمَعُوا فَتَحْيَا أَنْفُسُكُمْ". أذكر سيدة قالت لي قبل عدة سنوات: "اعتدت أن أذهب إلى الكنيسة طوال حياتي ولكني لم أسمع عظة إلى أن صرت في الثامنة والخمسين من العمر". فسألتها إذا ما كانت صمّاء. فقالت: "لا. بل كنت أجلس في الكنيسة، وأشارك في الترنيم، وأستمع إلى العظات، ولكني لم أسمع فعلياً أي واحدة منها تدخل إلى أعماق نفسي إلى أن حدث في أحد الأيام، ولأول مرة، أني أدركت أن الرسالة كانت موجهة لي. عندما كان الواعظ يتكلم عن الخطأة، اعتدت أن أتساءل من هم الخطأة الذين في مبنى الكنيسة؛ وعندما كان يتكلم عن القديسين، لم أستطع أن أتخيل من هو صالح كفاية ليكون من هؤلاء. ولكني لن أنسى أبداً ذلك الوقت الذي أدركت فيه أني خاطئة ضالة وأني في حاجة إلى مخلّص. عندها انفتح قلبي، وأصغيت باهتمام لكي أكتشف كيف أخلص، وإذ أُعلن الإنجيل تلقيته بإيمان، ومنذ ذلك الحين اتخذت يسوع ربّاً لي". قال يسوع: "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ". هل سمعتموه في رسالة الإنجيل؟ علينا كمسيحيين أن نجعل آذاننا تنتبه إلى كلمته يوماً بعد يوم لكي نعلم مشيئته لنا، وهكذا نُظهر أننا تلاميذ له إذ نسلك في الطاعة لحقّه.

"أُسَبِّحُ الرَّبَّ فِي حَيَاتِي. وَأُرَنِّمُ لإِلَهِي مَا دُمْتُ مَوْجُودًا" (مز ١٤٦: ٢).