الخطاب ٣٠

المسيح السابق الوجود

"وَأَمَّا أَنَا فَلأَنِّي أَقول الْحَقَّ لَسْتمْ تؤْمِنونَ بِي. مَنْ مِنْكمْ يبَكِّتنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كنْت أَقول الْحَقَّ فَلِمَاذَا لَسْتمْ تؤْمِنونَ بِي؟ اَلَّذِي مِنَ اللَّهِ يَسْمَع كلاَمَ اللَّهِ. لِذَلِكَ أَنْتمْ لَسْتمْ تَسْمَعونَ لأَنَّكمْ لَسْتمْ مِنَ اللَّهِ». فَقَالَ الْيَهود وَقَالوا لَه: «أَلَسْنَا نَقول حَسَناً إِنَّكَ سَامِرِيٌّ وَبِكَ شَيْطَانٌ؟» أَجَابَ يَسوع: «أَنَا لَيْسَ بِي شَيْطَانٌ لَكِنِّي أكْرِم أَبِي وَأَنْتمْ تهِينونَنِي. أَنَا لَسْت أَطْلب مَجْدِي. يوجَد مَنْ يَطْلب وَيَدِين. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقول لَكمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظ كلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ». فَقَالَ لَه الْيَهود: «ﭐلآنَ عَلِمْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَاناً. قَدْ مَاتَ إِبْرَاهِيم وَالأَنْبِيَاء وَأَنْتَ تَقول: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظ كلاَمِي فَلَنْ يَذوقَ الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ». أَلَعَلَّكَ أَعْظَم مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ. وَالأَنْبِيَاء مَاتوا. مَنْ تَجْعَل نَفْسَكَ؟» أَجَابَ يَسوع: «إِنْ كنْت أمَجِّد نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئاً. أَبِي هوَ الَّذِي يمَجِّدنِي الَّذِي تَقولونَ أَنْتمْ إِنَّه إِلَهكمْ وَلَسْتمْ تَعْرِفونَه. وَأَمَّا أَنَا فَأَعْرِفه. وَإِنْ قلْت إِنِّي لَسْت أَعْرِفه أَكون مِثْلَكمْ كَاذِباً لَكِنِّي أَعْرِفه وَأَحْفَظ قَوْلَه. أَبوكمْ إِبْرَاهِيم تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ». فَقَالَ لَه الْيَهود: «لَيْسَ لَكَ خَمْسونَ سَنَةً بَعْد أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟» قَالَ لَهمْ يَسوع: «ﭐلْحَقَّ الْحَقَّ أَقول لَكمْ: قَبْلَ أَنْ يَكونَ إِبْرَاهِيم أَنَا كَائِنٌ». فَرَفَعوا حِجَارَةً لِيَرْجموه. أَمَّا يَسوع فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا" (يوحنا ٨: ٤٥- ٥٩).

لقد لاحظْنا أن كل هذه المحادثات جرت في الهيكل بعد الكلمات الرائعة التي قالها يسوع لتلك المرأة الخاطئة البائسة التي أتى بها متّهموها إلى يسوع: "«ولاَ أَنَا أَدِينكِ. اذْهَبِي وَلاَ تخْطِئِي أَيْضاً»" (يوحنا ٨: ١١ ب). جانباً تلو الآخر للحق يحاول يسوع أن يبيّن لتنوير رؤساء اليهود. قال الرب أشياء عديدة وكثيرة أمام الناس، واستجوبه غالبية الحضور على كل واحد منها. والآن في ختام هذا الأصحاح نجد فكرتين رئيسيتين بارزتين. الأولى هي انعدام الخطية في يسوع، والأخرى هي وجوده السابق، وهذان كلاهما يشهدان على ألوهيته. فهو الله. على الأرض كان إلهاً متجلياً في الجسد، ولأنه كان الله متجسداً كان إنساناً خالياً من الخطية. لقد كان هو ذاك وجِدَ منذ الأزل. لقد كان ابن الله قبل أن يأتي إلى هذا العالم من خلال الولادة (الجسدية). يقول: "وَأَمَّا أَنَا فَلأَنِّي أَقول الْحَقَّ لَسْتمْ تؤْمِنونَ بِي". لقد كانت الحقيقة تفوق ما يستطيعون قبوله. لقد كان هذا تذكيراً بأن الإنسان الطبيعي لا يفهم أمور الله. وهذا يفسر الصعوبة الكبيرة التي يجدها الناس في التعليم الذي في كلمة الله. فهم مجردون من البصيرة الروحية. ما يحتاجه الناس هو ولادة ثانية. أتذكرون قصة الرجل الذي كان ينكر أن الله يستجيب للصلاة؟ لقد قال: "ليس هناك ما يسمى صلاة إلى الله مستجابة". وسمعه أحد الكويكرز كان واقفاً هناك وسأله: "ألا تؤمن أن الله يستجيب للصلاة؟"فقال الرجل: "لا. لا أعتقد ذلك".

— هل صلَّيْتَ أبداً إلى الله؟"

— "لا، لم أفعل".

— "فما الذي تعرفه، يا صديقي، عن ذلك؟ أفلا يحسن بك أن تبقى صامتاً إلى أن تختبر ذلك؟"

إننا في حاجة لأن نختبر ذلك بأنفسنا. نحتاج إلى حقيقة الولادة الثانية، لأنه إن لم يولَد الإنسان من جديد لا يمكنه أن يرى (أي لا يمكن أن يفهم) أمور ملكوت الله.

ها هنا كان الحق متجسداً وعائشاً وسط الناس، وقد استمعوا إليه ولكن انصرفوا عنه وهم في حالة شك. لم يستطيعوا أن يؤمنوا لأن بصيرتهم كانت عمياء بسبب خطاياهم. ولذلك يقول الرب يسوع: "أَقول الْحَقَّ ولَسْتمْ تؤْمِنونَ بِي". ثم يسألهم: "مَنْ مِنْكمْ يبَكِّتنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟" ما كانوا ليؤمنوا بما كان يقول لهم. أما كانوا يعرفون أنه لم يرتكب أي خطيئة من أي نوع كانت؟ هذا السؤال يوجه تحدياً إلى العالم بأسره: "مَنْ مِنْكمْ يبَكِّتنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟" لقد حاول الناس البحث في هذه الأناجيل علّهم يجدون خطأ أو نقصاً أو عيباً في شخصيته أو في سلوكه، ولكن دون جدوى. إنه يبرز أمامنا كشخص وحيد أوحد بلا خطيئة في كل التاريخ وكل الأدب، وهذا بحد ذاته يعلن أنه ليس إنسان وحسب. فعن كل الناس قد كتِبَ أنهم خطئوا وأعوزهم مجد الله. وأما هنا فنجد ذاك الذي جاء إلى الأرض كإنسان، ولم يخطئ أبداً، بل مجَّدَ الله في كل ما فعله.

لنتأمل في حياة الصلاة لربنا يسوع لنرى كيف تظهر هذه خلوّه من الخطيئة. علّم ربنا يسوع تلاميذه أن يقولوا هكذا: "اغْفِرْ لَنَا ذنوبَنَا كَمَا نَغْفِر نَحْن أَيْضاً لِلْمذْنِبِينَ إِلَيْنَا" (متى ٦: ١٢)، ولكنه لم يصَلِّ هذه الصلاة بنفسه. لا نقرأ أبداً أنه انضم إلى أحد في الصلاة. لقد صلى من أجل الناس، ولكن ليس معهم. لماذا؟ لأنه كان يصلي من موقف مختلف كلياً عن الآخرين. لقد يصلي لكونه الابن السرمدي للآب الذي لم تنقطع شركته معه ولو للحظة. عندما نأتي إلى الله، فإننا نصلي كخطاة مغفور لنا أو نصلي لأجل مغفرة خطايانا. ولكن لا شأن ليسوع في ذلك. إن بعض أكثر خبراتنا بركة هي تلك اللحظات التي ركعنا فيها مع آخرين أو صلينا معهم. إننا نصلي بثقة وإيمان، لأنه "إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيطَهِّرَنَا مِنْ كلِّ إِثْمٍ" (١ يوحنا ١: ٩). ولم ينضم يسوع أبداً لأحد ليصلي هكذا.

وهنا، ومن جديد، لنفكّر في مسألة تقوى يسوع. إن كنت مسيحياً، فهل لي أن أسألك هكذا؟- كيف بدأت حياة التقوى لديك؟ لم تكن دائماً مسيحياً. لم تولَد مسيحياً، ولو كنتَ قد ولِدْتَ من عائلة مسيحية. كيف بدأت حياتك في القداسة؟ ألم تبدأ بإدراكك لحالتك الساقطة وضلالك، أولم يقدْك هذا لترى حاجتك إلى الخلاص ويأتِ بك إلى الله طالباً الغفران؟ لم يعرف يسوع أي شيء من هذا. نرى في حياته التقوى والقداسة ولا ترد أي فكرة أو ذكر لتوبة عنده. وما من دموع ندم سقطت من عينيه. إن كان يسوع قد بكى، فقد بكى من أجل خطايا الآخرين، كما الحال عندما نظر إلى أورشليم وقال: "يَا أورشَلِيم يَا أورشَلِيم يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمرْسَلِينَ إِلَيْهَا كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْت أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَع الدَّجَاجَة فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ ترِيدوا" (متى ٢٣: ٣٧). لقد كانت دموعه بسبب خطايا الآخرين وأحزانهم. لم يبكِ على خطيئة له لأنه كان بلا خطيئة وفي هذا ندرك لاهوته وألوهيته.

وهكذا فإنه ينطق بالحق ويقول بكل ثقة: "إِنْ كنْت أَقول الْحَقَّ فَلِمَاذَا لَسْتمْ تؤْمِنونَ بِي؟ اَلَّذِي مِنَ اللَّهِ يَسْمَع كلاَمَ اللَّهِ. لِذَلِكَ أَنْتمْ لَسْتمْ تَسْمَعونَ لأَنَّكمْ لَسْتمْ مِنَ اللَّهِ" (يوحنا ٨: ٤٦، ٤٧). إذا رفضنا شهادة ربنا يسوع المسيح، فإن رفضنا نفسه هو إعلان على أننا لسنا خاضعين لمشيئة الله. ولكن الذين كانوا يسمعون الرب، في تلك المناسبة، كانوا ساخطين جداً عليه. لقد قاوموا شهادته بشدة وقالوا: "«أَلَسْنَا نَقول حَسَناً إِنَّكَ سَامِرِيٌّ وَبِكَ شَيْطَانٌ؟»" بالنسبة لليهودي، أن تدعو أحداً سامرياً كان يعتبر إهانة بالغة جداً، إذ أن اليهود كانوا يمقتون السامريين بشدة. لذلك قالوا: "«أَلَسْنَا نَقول حَسَناً إِنَّكَ سَامِرِيٌّ وَبِكَ شَيْطَانٌ؟»" (الكلمة في الحقيقة تعني "روح عفريت" إذ أن هناك شيطان واحد فقط).

أليس من المستغرب في ذلك المثل عن الرجل على طريق أريحا، الذي أحببناه جميعاً، أن يستخدم (الرب يسوع) الاسم (السامري) على نفسه؟ إنه يصور نفسه كسامري. هكذا هو ربنا المبارك الذي نزل من المجد في الأعالي إلى هذا العالم المظلم، من أجل أولئك الضالين. ما أعجب نعمته؟

ولكن عندما قالوا له "بِكَ شَيْطَانٌ"، أجابهم (يسوع) قائلاً: "أَنَا لَيْسَ بِي شَيْطَانٌ لَكِنِّي أكْرِم أَبِي وَأَنْتمْ تهِينونَنِي". وإننا كلما رفضنا شهادته إنما نهينه بذلك. في الآية التالية يوضح يسوع أنه كان هنا طالباً مجد الله، وهو يضع هذا بين يدي ذاك الذي يدين بالبر. ثم يضيف أمراً أذهلهم: "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقول لَكمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظ كلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ". خارجياً أو ظاهرياً يمر المؤمنون، طبعاً، بالموت، مثلهم في ذلك مثل الآخرين؛ أي أنهم يموتون مثل الباقين. ومع ذلك، الأمر الرائع هو أن كلمات يسوع صحيحة بالمطلق: المؤمن لا يرى الموت. فما الذي يراه إذاً؟ إنه يرى المدخل إلى بيت الآب. يقول لنا الكتاب أن الموت خادم لنا. كيف يخدمنا الموت؟ بأنه يدخلنا إلى حضرة الله.

كنت مرة برفقة مبشّر في الجنوب وذهبنا لزيارة صديقة كانت تعيش في منزل جميل، حيث قابلتْنا على الباب خادمة لطيفة ملونة. فقالت: "ها إن السيدة في انتظاركم". وأدخلتْنا إلى البيت. فالتفت المبشّر وقال لي: "أتعلم؟ هذه الخادمة الملونة اللطيفة تذكّرني بالكتاب المقدس الذي يقول أن الموت نصيبنا". إن الموت يتنحّى جانباً، فالموت هو مجرد خادم يدْخلنا إلى حضرة الرب. "من يؤمن بي لَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ".

عندما كانت السيدة جنرال بوث، من جيش الخلاص، تحتضر، رفعت بصرها وقالت: "أهذا هو الموت؟ غريب، إنه مجيد!" فقال لها أحدهم: "ولكنك تتألمين". فقالت: "نعم المياه ترتفع، وكذلك أنا".

نعم، الموت هو مجرد وسيلة للدخول إلى البركة الأبدية- مع المسيح. نعم، ولكن يا له من أمر محزن إن كان المرء لا يعرف المسيح! فهذا سيعني عقاباً أبدياً من الله.

ولكن المستمعين إلى الرب لم يفهموا، إذ قالوا: "الآنَ عَلِِمْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَاناً. قَدْ مَاتَ إِبْرَاهِيم وَالأَنْبِيَاء وَأَنْتَ تَقول: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظ كلاَمِي فَلَنْ يَذوقَ الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ». أَلَعَلَّكَ أَعْظَم مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ. وَالأَنْبِيَاء مَاتوا. مَنْ تَجْعَل نَفْسَكَ؟»" ما كانوا ليتصوروا أحداً أعظم من إبراهيم. لقد دعيَ إبراهيم خليل الله، ولكن ها هو الله نفسه يقف بينهم بهيئة بشرية. "أَجَابَ يَسوع: إِنْ كنْت أمَجِّد نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئاً. أَبِي هوَ الَّذِي يمَجِّدنِي الَّذِي تَقولونَ أَنْتمْ إِنَّه إِلَهكمْ". وأضاف قائلاً: "إِنْ قلْت إِنِّي لَسْت أَعْرِفه أَكون مِثْلَكمْ كَاذِباً لَكِنِّي أَعْرِفه وَأَحْفَظ قَوْلَه. أَبوكمْ إِبْرَاهِيم تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ»". متى رأى إبراهيم يوم الرب؟ عندما أعطاه الرب الوعد: "تَتَبَارَك فيك وفِي نَسْلِكَ جَمِيع أمَمِ الأرْضِ".

لقد آمن إبراهيم بالرب وحسِبَ له هذا الإيمان برّاً. ولكن اليهود لم يفهموا ذلك. فقالوا: "لَيْسَ لَكَ خَمْسونَ سَنَةً بَعْد أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟" هو لم يقلْ: "رأيت إبراهيم"، بل قال: "إِبْرَاهِيم رأى يَوْمِي".

وقال يسوع لهم: "«ﭐلْحَقَّ الْحَقَّ أَقول لَكمْ: قَبْلَ أَنْ يَكونَ إِبْرَاهِيم أَنَا كَائِنٌ»". ومن جديد يستعمل اسم الله الذي ما كانوا يتلفظون به. كان موسى قد سأل الله: "من أقول أنه أرسلني؟" فأجاب الله "تَقول: الرَّبّ (يهوه/الكائن) أرْسَلَنِي". وها هنا يسوع يقول: "قَبْلَ أَنْ يَكونَ إِبْرَاهِيم أَنَا كَائِنٌ". وإذاً يتكلم هنا قائلاً أنه إله إبراهيم. لاحظوا كيف يؤكّد الرب على وجوده السابق. إنه المسيح الدائم الحياة والوجود الذي جاء إلى هذا العالم لفدائنا.

عندما تكلم الرب يسوع على هذا النحو اعتبروا أنه يجدّف. ونتذكر أن بعضهم كان قد جاء إلى الهيكل قبلاً، وهم ينوون رجم تلك المرأة المسكينة، ولكن عندما أعلن يسوع ألوهيته على هذا النحو أخذوا حجارة ليرجموه هو. ولكن يسوع اخْتَفَى، وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ، فأضاعوا فرصتهم. لقد رفضوا المصادقة على شهادته فغادرهم "وَمَضَى هَكَذَا".