الفصل ٣

أمور جديرة بالملاحظة
تتعلق بخيمة الاجتماع والخدمة فيها

جدلٌ كثير أثير حول معنى الكلمة "كفارة". فهذه الكلمة نجدها فقط في العهد القديم، رغم أن الفكرة المرتبطة بهذه الكلمة ترد بشكل كبير في العهد الجديد. في الواقع، والحق يُقال، إن الكلمة ترد فقط في العهد القديم، ولكن ليس بنفس المعنى تماماً. فما كان يمكن أن تكون مرتبطة بالأضاحي اليهودية التي ما كانت أبداً لتزيل الخطيئة. الكفارة يمعناها هذا نجدها فقط في العهد الجديد، لأنها موجودة فقط في الذبيحة الكفارية لابن الله على صليب الجلجثة.

في الواقع إن الكلمة العبرية التي تُرجِمَت "كفارة" في الكتاب المقدس تثير الكثير من الجدل حالياً. فالكلمة الأصلية هي ( kaphar ) وتعني "يغطي". فبموت المسيح، وبدمه الكفاري فقط، تُغطى الخطيئة، ويتم تحويل البصر عن تبعاتها. ولذلك نقرأ في الكتاب المقدس: "طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ وَسُتِرَتْ خَطِيَّتُهُ" [في العبرية Kasah = كَسَا] (المزمور ٣٢: ١). "غَفَرْتَ إِثْمَ شَعْبِكَ. سَتَرْتَ كُلَّ خَطِيَّتِهِمْ" (المزمور ٨٥: ٢). وإن كلتا الكلمتين kaphar و kasha تعنيان "غطّى". "لانَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ (وفي العبرية kaphar ) عَنِ النَّفْسِ" (لاويين ١٧: ١١). وكم هو جميل رد العهد الجديد على كل ذلك: "دَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ" (١ يوحنا : ٧).
إن جدينا الأولين كُسِيا بأقمصة من جلدٍ، وهذه أتت من موت ضحايا أبرياء، أي بسفك دم، وهو رمز الفداء. كان فلك نوح قد غُطِّي بالقار من الداخل ومن الخارج، وهكذا عبر بسلام خلال مياه فيضان الدينونة. وغطّت الخيام بني إسرائيل عندما كان بلعام يسعى وراءهم، وهكذا اجتازوا اللعنة إلى البركة، رمز إلى نتيجة ذبيحة المسيح الكفارية، عندما ينظر الله إلى المؤمن كمبارَك منه، وهذه البركة ستلازمه إلى الأبد. إن الله بمقدوره أن يكون صالحاً باراً، وهو كذلك بالفعل، في مباركته للخاطئ الذي يؤمن. فلا يضفعنّ شيء من فهمنا للكفارة العظيمة التي بربنا يسوع المسيح.
إن الكلمة المستخدمة في الكتاب المقدس بـ "شائبة النحاس" يجب استبدالها بـ "نحاس"، كما سبق وذكرنا. فالنحاس معدن نقي ومقاوم للحرارة أكثر من كل المعادن.
إن الجدول التالي يبين درجة الحرارة التي تتحملها المعادن دون أن تنصهر:—

النحاس (الشائب) ١٦٥٠ درجة فهرنهايت
الفضة ١٧٦١ درجة فهرنهايت
الذهب ١٩٤٦ درجة فهرنهايت
النحاس (النقي) ١٩٨٢ درجة فهرنهايت

وإن كلمة "المنارة" المستخدمة في (خروج ٢٥: ٣١) يجب ترجمتها بشكل أصح بـ "قنديل". فمن خلال فحوى النص نفهم أن الزيت كان هو الذي يشعلها. ولكن، لما قلنا، سوف نلتزم بالكلمة المستخدمة في الكتاب المقدس لتجنب التشويش.

لابد من ملاحظة، ليس فقط أن هناك الكثير من الرموز المتعلقة بخيمة الاجتماع، بل أن هناك أموراً متغايرة. ولهذا علينا أن نرى أن المرموز إليه ما هو إلا ابن الله. وهل من رمز كافٍ للدلالة إليه في كامل مجده، أو في النتائج الرائعة التي تأتت عن موته؟

لنكتفِ بمثال هنا يفي بالغرض. في خيمة الاجتماع أو المسكن لم يكن يُسمَح إلا للكاهن بدخول المقدس، ولم يكن يُسمح إلا لرئيس الكهنة بدخول قدس الأقداس، وذلك لمرة واحدة في السنة.

في المسيحية كل خاطئ يؤمن هو كاهن، وله الحرية بالدخول إلى قدس الأقداس بدم يسوع في أي وقت يشاء، طالما أنه يستشعر حضور الله عن وعي. وليس ذلك متاحاً لشخص واحد ولمرة واحدة في السنة، بل لجميع المؤمنين وفي أي وقت. كم هو رائع هذا الجانب المغاير لحالة الشعب في البرية!

"ها إن الحجاب انشق، ودنت أرواحنا
إلى عرش النعمة؛
ومؤهلات الرب تظهر،
وتملأ المقدس."

كان هناك مقياس تصاعدي فيما يتعلق بخيمة الاجتماع. إن المعادن المستخدمة كانت كالتالي:—

١ في الفناء النحاس والفضة
٢ في المقدس الفضة والذهب
٣ في قدس الأقداس الذهب النقي وحده

في الفناء كان الشخص العادي يستطيع الدخول.

وفي المقدس كان الكهنة فقط يدخلون.

أما قدس الأقداس فرئيس الكهنة فقط.

ما الذي لم يكن موجوداً في خيمة الاجتماع

إننا نتعلم الكثير من الصمت كما من الحديث في الكتاب المقدس، فنتعلم مما تم إغفاله أوحذفه كما نتعلم مما جاء ذكره.

فإذ ندخل الخيمة نلاحظ أنه ليس لها قفل أو مزلاج عند المدخل. وبهذا يريد الله أن يقول لنا رمزياً أنه على استعداد دائم لاستقبال الخاطئ الذي يدنو إليه في أي وقت. ولم يكن هناك كروبان، رمز الدينونة، مطرزاً على باب الفناء، ولا على باب الخيمة، بينما نجد الكروبين المشغول على الحجاب فاصلاً المقدس عن قدس الأقداس.

يرمز الله بذلك إلى نعمته الكاملة في لقائه بالخاطئ المسكين المحتاج إليه.

لم يكن ثمة درجات تؤدي إلى المذبح: "وَلاَ تَصْعَدْ بِدَرَجٍ إِلَى مَذْبَحِي كَيْ لاَ تَنْكَشِفَ عَوْرَتُكَ عَلَيْهِ" (خروج ٢٠: ٢٦). بهذا يعلمنا الله أنه ليس من استعدادات من طرفنا تساعدنا على المجيء إلى حضرته. طي صفحة جديدة، والتخلي عن عادات الخطيئة، والتدين، وبذل ما في وسعنا، هذه كلها ليست الطريق للتقرب من الله. إن موت المسيح الكفاري وحده كافٍ ووافٍ لهذا الغرض: "لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ" (أفسس ٢: ٨، ٩). فما من خطوات عليك أن تخطوها لتصل إلى المذبح.

ولم يكن هناك ذكر لأبعاد المذبح النحاسي: كان المذبح مملوءاً بالماء، رمز صفة التطهير في كلمة الله، التي تعطي القداسة التي تأتي من يتصلون بالله، وهذا ليس له حدود. "فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ" (متى ٥: ٤٨).
ولم يكن هناك مطفئة في المنارة الذهبية: فالله سيعطي شعبه وإلى الأبد النور الذي يحتاجون إليه. والمسيح هو نورنا. ونحن أبناء النور. ولا تراجع عن ذلك في أي وقت من الأوقات.

لم يكن نافذة في خيمة الاجتماع: فما كانت هناك حاجة لنور الطبيعة حيث يشع الله بنفسه بالنور. يا له من درس يتعلمه المؤمن! إن ملء الألوهية تكمن في إنسان مبارك مُقام وممجّد، ألا وهو ربنا يسوع المسيح. نحن كاملون فيه، ولا نحتاج معه إلى ضوء الطبيعة. لدينا كل المعرفة الروحية التي نقلت إلينا بالكتابات المقدسة، ولدينا معلم معصوم عن الخطأ، ألا وهو روح قدوس الله.

لم يكن هناك مقاعد ليجلس عليها الكهنة: ذلك لأن عملهم كان عقيماً بلا جدوى، إذ هو مجرد صور ورموز، رائعة، كما نقرأ: "َكُلُّ كَاهِنٍ يَقُومُ كُلَّ يَوْمٍ يَخْدِمُ وَيُقَدِّمُ مِرَاراً كَثِيرَةً تِلْكَ الذَّبَائِحَ عَيْنَهَا، الَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ الْبَتَّةَ أَنْ تَنْزِعَ الْخَطِيَّةَ. وَأَمَّا هَذَا [الرب يسوع المسيح] فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ" (عبرانيين ١٠: ١١، ١٢). ولذلك نجد المغايرة التي تحدثنا عنها، في هذه الحالة بين عمل الكهنة الناقص، وعمل المسيح الكامل.

وحدات القياس التالية قد تكون مفيدة ليعرفها القارئ:—

١ الذراع = ا١ قدماً، ٩.٨٨٨ بوصة
١ الشاقل (من الفضة) = ٣.٣٧ دولاراً، ٢ سنت
١ الوزنة (الطالن من الفضة) = ٣٤٢ جنيهاً، ٣ سنت، ٩ دولار
١ الوزنة من الذهب = ٥.٤٧٥ جنيهاً

علينا أن نتذكر أن القوة الشرائية للنقود قد تقلبت وتغيرت كثيراً على مدى الأزمان المختلفة؛ وفي القديم كانت أكثر قيمة مما هي عليه حالياً.

كان هناك تابوتان

يروي سفر التثنية (١٠: ١ - ٥) كيف أن الرب قد أمر موسى بأن يصنع تابوتاً من خشب السنط، وأن يأتي به مع لوحين من الحجارة إلى الجبل المقدس، عندما صعد للمرة الثانية إلى حضرة الله، وذلك بعد حادثة عبادة العجل الذهبي المريعة. ولذلك صنع موسى تابوتاً من خشب السنط، ووضع لوحي الحجارة فيه، مظهراً بذلك أن الناموس النقي والبسيط لم يُعط أبداً إلى شعب إسرائيل، بل أن الله كان لديه المسيح، والطريقة التي سيبارك بها بنعمته المطلقة في موت المسيح الكفاري هي أمامه منذ الأزل، حتى بالنسبة لذلك الخاطئ الذي تعدى الناموس.

عندما دعا الله موسى في المرة الأولى للصعود إلى الجبل المقدس مع كل العلامات والأصوات المصاحبة لذلك، واهتزاز الجبل بأكمله، والرعود والبروق، والسحابة الكثيفة التي كانت تغطي الجبل، وصوت البوق الذي يصدر بصوتٍ عالٍ متعاظم، فإن الكتاب المقدس يخبرنا أن موسى قال: "أنا مرتعب ومرتعد" (عبرانيين ١٢: ٢١). وماذا كانت أولى الوصايا؟ نقرأ: "لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكَ إِلَهٌ غَيُورٌ أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ" (خروج ٢٠: ٣- ٥).

وإذ نزل موسى من الجبل بلوحي الحجارة العاريين في يديه، سمع صوت الغناء. وعندما صارت المحلة داخل مجال نظره، رأى العجل الذهبي، والشعب عراةً وقد خططوا أجسادهم، بحسب عادات الوثنية للأرض الوثنية في جوارهم، وراحوا يرقصون أمامه.
وهكذا خالفوا أولى الوصايا بشكل فظيع. فاستشاط موسى غضباً، وطرح اللوحين من يديه وكسّرهما في أسٍفل الجبل. ويا لها من محنة مر بها موسى! لقد أدرك جيداً أنه بإحضاره ألواح الناموس المكشوفة إلى المخيم سيعني دمار كل المحلة، لأن الجميع كانوا مشتركين في هذه العبارة الوثنية المريعة من هارون وصولاً إلى الجميع.

فماذا كان عليه أن يفعل؟ كان عليه أن يفكر بشكل سريع وحاسم. لوحا الحجارة قد زوّده الله نفسه بهما، والوصايا العشر كانت قد كُتِبت بإصبعه نفسه. كان أمراً رهيباً أن يسحقهما على سفح الجبل. لقد أظهر ذلك الحدس الروحي والشجاعة الأخلاقية العظيمة التي كان يتمتع بها خادم الله الرائع ذاك.

ومن هنا نرى تدبير الله في دعوته موسى لإحضار التابوت من خشب السنط معه لكي يضع فيه الناموس المكشوف إلى المحلّة. اللوحان، لوحا الشهادة (العهد)، كانا قد وُضِعا داخل التابوت، كتصور مسبق عن ذاك الذي سيأتي ويحفظ الناموس على نحو كامل، ويضعه في قلبه، وسيكون لدى الله شخص يدعوه الله ليبارك أولئك الذين تابوا بعد أن خالفوا الناموس.

والآن ما أُعطي لموسى هو الوصايا العشر، وفي نفس الوقت كل التعليمات المتعلقة بخيمة الاجتماع والذبائح القربانية. هذا يعني أن الناموس الصرف والبسيط لم يُعطَ للإنسان، بل به أعطى الله للإنسان، بالصور والرموز والنبوءات، الطريقة التي يمكن فيها للخاطئ أن يقترب من الله بذبيحة ربنا الكفارية.

إن التابوت المصنوع من خشب السنط الذي صنعه موسى كان شيئاً مؤقتاً زائلاً، إذ نقرأ في (خروج ٣٧) كيف أن بصلئيل الحكيم القلب قد صنع تابوتاً من خشب السنط، وكساه بـ"الذهب النقي" وفي هذا التابوت كان لوحا العهد قد وُضِعا بشكل نهائي. إن الفجوة الزمنية بين استلام موسى للناموس، وتشييد المسكن كان قد تم ردمها هكذا على نحو رحيم.

وضع الخيمة باتجاه الشرق

كانت خيمة الاجتماع تُنصب دائماً باتجاه الشرق، بحيث يقابل عرش الرحمة ذلك الاتجاه. وكانت بوابة الفناء (خروج ٢٧: ١٣، ١٤) نحو الشرق. ودم تقدمة الخطيئة كان يُرش على عرش الرحمة بجهة الشرق (لاويين ١٦: ١٤). وماذا كان سبب ذلك؟ بما أن الشمس تشرق من الشرق فإن خيمة الاجتماع نُصِبت في ذلك الاتجاه، وهذا رمز للوقت الذي "تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ وَالشِّفَاءُ [ربنا يسوع المسيح] فِي أَجْنِحَتِهَا" (ملاخي ٤: ٢)، فتأتي بالسلام والأمان، و"ترتيب الله الجديد" إلى هذا العالم المضطرب. ونقرأ في الكتاب المقدس: "ارْتَحَل بَنُو إِسْرَائِيل.... إِلى شُرُوقِ الشَّمْسِ" (عدد ٢١: ١٠، ١١)، و"أَمَّا سَبِيلُ الصِّدِّيقِينَ فَكَنُورٍ مُشْرِقٍ يَتَزَايَدُ وَيُنِيرُ إِلَى النَّهَارِ الْكَامِلِ" (أمثال ٤: ١٨).

إن الطقسي، الذي يقف متجهاً إلى الشرق، إنما يعبّر بهذا الالتزام التقليدي غير الكتابي بـ "الصورة الرمزية" عن معرفته الضئيلة أو المعدومة بالجوهر المجيد، الذي كانت هذه الرموز تشير إليه، ألا وهو ربنا ومخلصنا. إن الطقسية، والموت الأخلاقي، والظلمة الروحية، والاعتقاد بالخرافات، والتعصب الأعمى، واضطهاد كل ما هو صحيح وحقيقي، غالباً ما تترافق معاً. يُخشى أن يصبح الاتجاه نحو الشرق، كما يمارسه الطقسيون، إحدى الوسائل التي يستخدمها الكهنة المتغطرسون لاستعباد العلمانيين.

الإرشاد الإلهي

"الرَّبِّ إِلهِكُمُ..... السَّائِرِ أَمَامَكُمْ فِي الطَّرِيقِ لِيَلتَمِسَ لكُمْ مَكَاناً لِنُزُولِكُمْ فِي نَارٍ ليْلاً لِيُرِيَكُمُ الطَّرِيقَ التِي تَسِيرُونَ فِيهَا وَفِي سَحَابٍ نَهَاراً" (تثنية ١: ٣٣). عندما أنهى موسى تشييد خيمة الاجتماع، غطت سحابةٌ الخيمة، وملأ مجد الرب المسكن. لقد كان هذا تدبير الله لإرشاد الشعب خلال ترحالهم. فعندما كانت السحابة تقف كان الشعب يستريح؛ وعندما كانت تتحرك، كانوا بدورهم يتحركون ويتبعون الاتجاه الذي أخذته. "بَسَطَ سَحَاباً سَجْفاً وَنَاراً لِتُضِيءَ اللَّيْلَ" (المزمور ١٠٥: ٣٩).

بهذا شاء الله أن يعلّمنا درساً بأن نتكل عليه، وأن نسعى دوماً لتلقي الإرشاد منه. إننا لسنا مؤهلين لنشق طريقنا اعتماداً على أنفسنا. يا لعناية الله الشديدة الكاملة الكائنة في طرقه. إنه لواجب علينا أن نضع عليه ثقتنا ليصنع لنا أكثر مما نستطيع أن نصنع لأنفسنا.