الفصل الثامن
وهو الخاتمة
والآن أيها القارئ العزيز ها قد فحصنا معاً الأدلة التي تقام على صحة الإسلام وبحثنا دعوى محمد بأنه سيد المرسلين وخاتم الأنبياء، وبقي عليك أن تحكم لنفسك تحت نظر الله العارف بقلوب البشر إذا كانت هذه الدعوى حقيقية أم كاذبة والله أرحم الراحمين نسأل أن يهديك إلى سواء السبيل.
فعليك أن تختار أما الرب يسوع المسيح كلمة الله أو محمد بن عبد الله - تختار ذلك الذي جال يعمل الخير أو المدعو نبي السيف - تختار الذي قال احبوا أعداءكم (بشارة متى ٥:٤٤ ) أو القائل اقتلوا أعداءكم وأعداء الله - الذي صلى لأجل قاتليه (لوقا ٢٣:٢٤ ) أو الذي أمر بقتل من عاب عليه. لا شك أنك عارف بأخلاق وحياة المسيح التي هي من أعظم الأدلة وأقوى البراهين على صحة دعواه جاءت الشمس دليلاً على الشمس - إذا أردت أن تعرفه (الله) فلا تحول وجهك عنه ومن الوجهة الأخرى قد رأيت ما كتبه كتبة المسلمين عن حياة وأخلاق محمد. فاحكم لنفسك إذا كانت أخلاقه افضل من أخلاق المسيح فأنت مبرر في رفض المسيح وقبول محمد مخلصاً بدلاً عن المخلص. أنت عارف أن الكتاب المقدس هو كلام الله وهو يعلمنا أنه إتماماً للنبوات قد وضع حياته الثمينة لأجل الخطاة وكفر عن خطايانا أما محمد فمات موتاً طبيعياً ولم يدع أنه مات عن خطايا الناس، وقد قام المسيح حسب وعده وبحسب شهادة تلاميذه فأثبت بذلك أنه غلب الموت(تيموثاوس الثانية ١:١٠ ) أما محمد فلا يزال في القبر.
يوجد في المدينة بين قبري محمد وأبي بكر محل قبر يقول المسلمون أنه سيكون قبر سيدنا يسوع المسيح ابن مريم لم يدفن به أحد البتة، وفراغه يذكر الحجاج أنه حي (رؤيا يوحنا ١:١٨ ) ومحمداً ميت فأي الاثنين أقدر على مساعدتك؟ أنت تؤمن أن المسيح سيأتي ثانية بل تنتظر الآن مجيئه بخوف وكذلك نحن المسيحيين ننتظر مجيئه الثاني برجاء وفرح عالمين أن وعده (يوحنا ١٤:٣ ) ووعد ملائكته (أعمال الرسل ١:١١ ) سيتم. أننا ننتظر الوقت الذي فيه يتم قال الرسول "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأرْضِ" (رؤيا يوحنا ١:٧ ) فكلما اقترب يوم مجيئه زدنا غيرة في طاعة أمره الوداعي ( متى ٢٨:١٨، ١٩، ٢٠ ) وداومنا الكرازة بالإنجيل لجميع العالم. وحياتنا على الأرض ليست طويلة وكذلك حياتك فكأموات نطلب من أموات أن يؤمنوا بالله الحي القدوس العادل الرحيم. نسألك أن تقبل في داخل قلبك ذاك الذي هو نور العالم ( يوحنا ٨:١٢ ) حتى تسير في هذه الحياة في نور حق الله وتنجو من فخاخ الشيطان ومن سلاسل وعبودية الخطية ولا تخجل أخيراً من المسيح عند مجيئه ليدين العالم ( متى ٢٥:٣١ إلى ٤٦ ) بالبر "لأنَّهُ لا بُدَّ أَنَّنَا جَمِيعاً نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ" (كورنثوس الثانية ٥:١٠ ) "وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأرْضِ وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ" (فيلبي ٢:٩-١١) ستجثو يوماً ما أمامه فلماذا لا تجثو الآن.
إننا نقدم لك البشارة المفرحة عن محبته التي جعلته يضع نفسه لأجلك أنت الذي لم تؤمن به كما آمن (كورنثوس الأولى ١٥:٣ ) تلاميذه. وهو الآن يقدم لك مجانا هبة (رومية ٦:٢٣ ) الخلاص والثقة بمغفرة الله لخطايانا والنعمة لتخدمه تعالى بحياة جديدة وأخيراً يعطي لك مكاناً في المنازل السماوية (يوحنا ١٤:٣ ) في حضرة الله في السماويات التي لا يدخلها نجس ( رؤيا يوحنا ٢١:٢٧ )
صل أيها الأخ أن يهديك الله وأن يرشدك إلى حكم عادل في هذا الأمر المهم قبل أن يفوت الوقت. وبذلك تكون في جانب الله في الحرب بين الحق والباطل. وتجد الحق في ذاك الذي هو الطريق والحق والحياة (يوحنا ١٤:٦ ) وإن سرت هنا يومياً مع الله وقبلت في قلبك ذلك السلام الذي لا يمكن للعالم أن يعطيه لأحد وأعتقت من خوف الموت وجهنم يمكنك أن تنظر بفرح إلى قيامة مجيدة وعندما يأتي ثانية ليدين العالم بالبر تنال من يده القوية إكليل الحياة الأبدية.