الفصل الخامس

بحث في المعجزات المنسوبة لمحمد وهل هي برهان على نبوته

طائر النورس
طائر النورس

ليس من الضروري لإثبات نبوة شخص أن يعمل معجزات، فأنبياء كثيرون لم تكن لهم معجزات وأناس آخرون لم تكن لهم الرسالة الإلهية وأتوا بما يشبه المعجزات. ففي عصر موسى مثلاً فعل سحرة مصر أعمالاً ظهرت كأنها عجائب مثل أعمال موسى (خروج ٧:‏١٠-١٣ و٢٢ و٨:‏٧ و١٨) وعلاوة على ذلك أخبرنا الكتاب عن أنبياء كذبة سيفعلون معجزات (مرقس ١٣:‏٢٢ ومتى ٢٤:‏٢٤ ورؤيا يوحنا ١٦:‏١٣ و١٤ و١٩:‏٢٠) وخصوصاً عن الذي سيأتي المسمى عند المسلمين بالدجال. قليل من الأنبياء الحقيقيين من صنع المعجزات، وفي العهد القديم لم يعمل أحد معجزات حتى أيام موسى وحيث لم يكن موسى نبياً عظيماً فقط بل مشترعاً ومرسلاً بوحي جديد لذلك أعطيت له قوة على عمل المعجزات المذكورة في التوراة، وكان ذلك ضرورياً له ليثبت دعواه أنه أتى برسالة من الله وإنه يتكلم بسلطان من الله وإنه يعلن وحياً إلهياً. وهذه القوة على عمل المعجزات أعطيت لإيليا وأليشع أيضاً لأنهما عاشا في وقت كاد الدين يمحى فيه وكان عليهم أن يردوا الشعب إلى الله ولكن لم يخبرنا الكتاب إن داود أو إرميا أو غيرهما من الأنبياء الكبار كانت لهم قوة المعجزات. فيوحنا المعمدان الذي كان أعظم نبي إلى وقته (متى ١١:‏١١ ولوقا ٧:‏٢٨) قال عنه اليهود بحق "يُوحَنَّا لَمْ يَفْعَلْ آيَةً وَاحِدَةً" (يوحنا ١٠:‏٤١). يتضح أنه في وقت الاحتياج الشديد أو عند إعلان وحي جديد كان الله يعطي قوة المعجزات دليلاً على الرسالة.

فإذا كانت دعوى محمد صحيحة ثابتة بأنه خاتم الأنبياء وآخر وأعظم المرسلين الذي أرسل للعرب الذين لم يقم منهم قبلاً نبي .. الخ، والذي قال إنه أتى بأعظم رسالة إلهية وبوحي أعظم من سابقيه وأن القرآن أملاه عليه جبريل الذي أنزله في ليلة القدر من السماء السابعة حيث كان مكتوباً على اللوح المحفوظ وأعلن أيضاً أن رسالته عامة لجميع الناس ولا تخلفها رسالة أخرى لأنه خاتم المرسلين كان من الضروري أن يعمل معجزات ليبرهن هذه الدعوى وإلا لم تثبت دعواه. وحيث أنه لم يتنبأ كما بينا سابقاً فيجب علينا البحث في معجزاته.

أما القرآن فيجيبنا جواباً صريحاً حاسماً أنه لم يعمل معجزة البتة. وهذا وارد في كثير من الآيات منها "وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالإيَاتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأّوَلُونَ" (سورة الإسراء ١٧:‏٥٩)، وقد فسرها البيضاوي بقوله وما صرفناه عن إرسال الآيات التي اقترحها قريش (إلا أن كذب بها الأولون) إلا تكذيب الأولين الذين هم أمثالهم في الطبع كعاد وثمود وأنها لو أرسلت لكذبوها تكذيب أولئك واستوجبوا الاستئصال على ما قضت به سنتنا وقد قضينا أن لا نستأصلهم لأن فيهم من يؤمن أو يلد من يؤمن. ويذكر ابن عباس مثل ذلك المعنى. ولا شك في معناها فهي واضحة بأن الله لم يعط محمداً قوة المعجزات التي طلبها منه قريش لأنه علم أنهم سيرفضونه حتى ولو صحت دعواه.

وتوجد آيات أخرى غير هذه فيها هذا المعنى في سورة البقرة ٢:‏١١٢ و١١٣ "وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِم مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً." ويقول البيضاوي أن قريشاً هم الذين طلبوا منه الآيات، فبدلاً من الآيات (المعجزات) التي طلبوها قدم لهم آيات (أعداد) من القرآن كدليل على رسالته. ومما يُظهر أن الآيات هنا معناها أعداد من القرآن ما جاء في سورة البقرة ٢:‏١٤٦ "كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا" فهذه الآيات ليست معجزات كما يدعي البعض بل هي أعداد من القرآن وإلا فما هو معنى الفعل يتلو؟ وفي سورة البقرة ٢:‏٢٥٣ "تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ" وفي سورة البقرة ٢:‏٩٣ "وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلا الْفَاسِقُونَ." فالفعل أنزلنا يبين أن الآيات إنما هي أعداد قرآنية وهي التي يتكلم عنها القرآن دائماً بقوله أنزلنا كما في سورة الأعراف ٧:‏٢٠٢). ومن معنى الآية" وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ" (سورة الأنعام      ٦:‏١٢٤) نرى أن قريشاً طلبت بدلاً من الآيات القرآنية معجزات كالتي عملها رسل الله وقد طلبوا منه ذلك في سورة الأنعام      ٦:‏٣٧ وسورة يونس ١٠:‏٢١ وسورة الرعد ١٣:‏٢٩ وأيضاً في سورة الأنعام ٦:‏١٠٩ "وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ." وهذا يصرح أن محمداً لم يعط قوة المعجزات، ونوع الآية التي طلبتها قريش واضحة في سورة الرعد ١٣:‏٣٣ "وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأمْرُ جَمِيعاً." والبيضاوي في تفسيره لهذه الآية يظهر طلب قريش الذي لأجله نزلت هذه الآية وفي سورة الإسراء ١٧:‏٩٢-٩٥ نرى ما يشابه ذلك "وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأرْضِ يَنْبُوعاً أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأنْهَارَ خِلاَلَهَا تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ قَبِيلاً أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَّزِلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً."

ومن هذه العبارة يتضح أن قريشاً لم ترض بالقرآن كدليل على إرسالية محمد فطلبوا منه عمل المعجزات المذكورة، فجاوبهم محمد بأنه بشر ولا يمكنه عمل مثل هذه المعجزات. وعليه لا يمكن التعويل على قصة المعراج وتدفق المياه من الأرض أو من بين أصابعه (ما سنرويه بعد) لأنها لو كانت حقيقة تاريخية لما جاوبهم بمثل ذلك بل كان بالحري يثبت لهم قدرته على فعل المعجزات. وفي سورة العنكبوت نراهم أيضاً يطلبون نفس الطلب وكان الجواب الرفض كالأول، "وَقَالُوا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" (سورة العنكبوت ٢٩:‏٥٠ و٥١).

فيتضح من هذه العبارات أن القرآن يصرح بعدم إتيان محمد بالمعجزات بل قال إن الآيات القرآنية هي دليل كاف على إرساليته ونبوته (كما في سورة الإسراء) وقد رأينا في الباب الثالث والفصل الثالث من هذا الكتاب أن البلاغة والفصاحة لا تكفيان لأن تكونا حجة على إنزال كتاب من الله.

غير أن بعض المسلمين يقولون أن في القرآن نفسه توجد معجزتان لمحمد أولهما انشقاق القمر في سورة القمر ٥٤:‏١ يقول "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ" ولكن هذا القول لا يثبت أنها معجزة أتاها محمد لأسباب عديدة منها:‏

(١) إذا كان المقصود منها معجزة فهي تناقض ما جاء في سورة الإسراء والمسلمون يقولون بعدم تناقض القرآن لنفسه،

(٢) إن محمداً لم يذكر هنا أو في أي محل آخر من القرآن أن له علاقة بهذه المسألة، ولا يدعوها القرآن معجزة ولا يقول أن انشقاق القمر دليل على إرسالية محمد، ولو كان القرآن قصد أن محمداً عمل مثل هذه المعجزة الباهرة لصرح بذلك كما صرح العهد القديم والعهد الجديد عن معجزات موسى والمسيح وتلامذته بكل وضوح،

(٣) إذا كان محمد أتى بهذه المعجزة شق القمر لكان يجيب بها طلبات قريش الواردة في سورة الرعد والإسراء وغيرهما مع العلم أن جميع المفسرين متفقون على أن سورة القمر نزلت قبل هاتين السورتين،

(٤) إن تلفاً أو ضرراً يعمل بإحدى مخلوقات الله كالقمر يكون علامة على قوة عظيمة ولكنه لا يثبت إن عاملها مرسل من الله،

(٥) لو كان قد حصل أمراً مثل ذلك يختص بالطبيعة لكان قد علم في جميع الأرض وسجل في تواريخ أمم كثيرة كحادثة خارقة للعادة ومدهشة، والذين لهم معرفة ببعض علم الفلك ومقدار حجم القمر وماذا ينتج لو انشق إلى اثنين وانفلتا على الأرض لا يصدقون ذلك،

(٦) ولا يوجد تاريخ يذكر مثل هذه الحادثة ولا حتى ظهور انشقاقه بل وبعض أكابر المفسرين ينكرون الزعم بأن سورة القمر تشير إلى مثل ذلك فمنها قول البيضاوي والزمخشري قيل معناه سينشق يوم القيامة فلو كان الأمر صحيحاً لما كان للشك مجال ولا قيل ولا قال أو لو كانت الأحاديث القائلة أن محمداً ظهر لأهل مكة انشقاق القمر إلى قسمين أو إلى فلقتين فلقة ذهبت وفلقة بقيت كما قال ابن عباس أو كما قال ابن مسعود رأيت حراء بين فلقتي القمر (الزمخشري) أو كما قال آخرون فلقة صارت دون الجبل والأخرى فوقه وعلى هامش المشكاة اجتهد الشارح على الهامش في أن يبين كيف لم ير الناس الحادثة فقال كان بالليل وقت نيام الناس في لحظة فلا يلزم شعور الناس في جميع الآفاق بذلك حتى يجب اشتهاره بين جميع الأمم التي كان القمر طالعاً عليهم في ذلك الوقت،

(٧) كلمة الساعة معرفة بال لها معنى خاص في القرآن كما في سورة طه وسورة الحج وسورة الشورى وفي مشكاة المصابيح باب إشراط الساعة وهو يوم القيامة كما يقول البيضاوي فواضح أن يوم القيامة لم يكن قريباً عندما كتبت سورة القمر لأنها كتبت قبل الهجرة بزمن طويل وحيث أنهم يقولون أن انشقاق القمر علامة من علامات الساعة وقريب منها فيكون المعنى عندما تقوم الساعة ينشق القمر. ومعلوم أنه يمكن في العربية استعمال الأفعال الماضية بمعنى المستقبل، وقد رأينا أنه حتى في وقت البيضاوي فسر بعضهم الآية بهذا المعنى وها نحن اليوم بعد ذلك بمئات من السنين ولم تأت الساعة فلا شك إذا أن المقصود بانشقاق القمر أنه سيكون حين قيام الساعة وابن عباس يقول أن انشقاق القمر وظهور الدجال علامات أخر تحصل قبل يوم القيامة.

ومن كل ما مضى نرى أن القرآن لم ينسب لمحمد عمل هذه المعجزة فلا يصح إذاً أن نقتبس هذه الآية دليلاً على ذلك وكذلك لا يمكن التمسك بمعجزة لم تحدث إلى الآن دليلاً على نبوة محمد.

وقد جاء في المعلقات السبع لامرء القيس قصيدة فيها ست فقرات واردة في القرآن في سورة القمر إحداها دنت الساعة وانشق القمر وقد مات هذا سنة ٥٤٠ م أي قبل ولادة محمد فتأمل!

والمعجزة الثانية التي ينسبها البعض لمحمد هي حادثة غزوة بدر مع أن البعض يقولون بل كانت في غزوة حنين وآخرون أحد وآخرون خيبر وقد جاءت في سورة الأنفال ٨:‏١٧"وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى."

وقال البيضاوي لما طلعت قريش أتاه جبرائيل وقال خذ قبضة من تراب فارمهم بها فلما التقى الجمعان تناول كفاً من الحصاء فرمى بها وجوههم وقال شاهت الوجوه فلم يبق مشرك إلا شغل بعينيه فانهزموا وردفهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم ثم لما انصرفوا أقبلوا على التفاخر فيقول الرجل قتلت وأسرت فنزلت (وما رميت) يا محمد رمياً توصلها إلى أعينهم ولم تقدر عليه (إذ رميت) أي أتيت بصورة الرمي (ولكن الله رمى)، أتى بما هو غاية الرمي فأوصلها إلى أعينهم جميعاً حتى انهزموا. وقيل ما معناه ما رميت بالرعب إذ رميت بالحصباء ولكن الله رمى بالرعب في قلوبهم وقيل إنه نزل في طعنة طعن (محمد) بها أبي بن خلف يوم أحد ولم يخرج منه دم فجعل يخور حتى مات أو رمية سهم رماه (محمد) يوم خيبر نحو الحصن فأصاب لبابة بن أبي الحقيق على فراشه (وهو زوج صفية التي تزوجها محمد بعد مقتل زوجها بقليل) والجمهور على الأول.

ومن هذا الشرح يتضح أنه لا يعرف يقينا عما إذا كانت هذه العبارة تشير إلى بدر أو أحد أو خيبر أو إلى الحصباء التي رماها محمد  بل ربما إلى طعنة طعنها أو سهم رماه. وعلى كل حال لا تثبت أنها معجزة عملها محمد، بل بالعكس تظهر الآية أن محمداً لم يقدر على رمي الحصباء في أعين أعدائه أو على قتل أحد فإن الفاعل بالحقيقة لم يكن محمد بل الله. فإذا سلمنا أن الآية تشير إلى بدر فليس من الغريب أن يفعل مثل ذلك قائد لكي يشجع جنوده ويثبط أعداءه فإذا كانت النتيجة الفوز لا يتصور أحد بشيء خارق في المسألة، ولا يمكن أن تكون طعنة إنسان معجزة إذا كانت هي المشار إليها.

وعدا هاتين الآيتين يزعم بعض المسلمين وجود آيات بينات في أماكن أخرى من القرآن تنسب لمحمد عمل المعجزات. فإذا كان ذلك صحيح نستغرب جداً كيف لم يصف القرآن معجزة واحدة منها مع أنه يخبر نوعاً من المعجزات التي فعلها يسوع (سورة آل عمران ٣:‏٤٣) فلنفحص تلك العبارات ونرى إذا كانت تشير إلى آيات بينات أتى بها محمد.

ففي سورة (الصف ٦١:‏٦) "فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ" وهذا أما يشير إلى الوعد بمجيء شخص يُدعى أحمد ولا وعد مثل ذلك في الإنجيل وأما أن يشير إلى المسيح المذكور في الآية نفسها والبيضاوي يؤيد هذا الرأي الأخير بقوله فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ الإشارة إلى ما جاء به أو إليه وتسميته سحراً للمبالغة ويؤيده قراءة حمزة والكسائي هذا ساحر على أن الإشارة إلى عيسى عليه السلام. فإذا صح تفسير البيضاوي فلا دليل في العبارة لإتيان محمد بمعجزة، أو بعبارة أخرى نرى أن آيات بينات الواردة هنا أو في أي مكان آخر تشير إلى آيات قرآنية كما بينا سالفاً ليس إلا.

وإذا قال أحد أن قوله سحر مبين أو ساحر يؤيد علم أشياء خارقة للطبيعة ولا يمكن أن تشير إلى الفصاحة نجيبه من القرآن نفسه ففي سورة ص ٣٨:‏٤ "وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ" وفي سورة الزخرف ٤٣:‏٣٠" وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ." قال البيضاوي سموا القرآن سحراً وفي سورة الأحقاف ٤٦:‏٦ "وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ." فنرى في هذه الآية نفس ما رأينا في سابقتها والبيضاوي يقول أن المراد بالحق الآيات (الأعداد).

ويحتج كثير من المسلمين بأن في الأحاديث معجزات كثيرة منسوبة لمحمد وإننا لا ننكر ذلك كما سترى ولكن علينا أن نفحص صحة الأحاديث الدالة على هذا الأمر قبل أن نقبلها كبرهان أو دليل فنلاحظ أولاً أن القرآن لم يذكر معجزة لمحمد بل وبين سبب عدم إعطائه قوة المعجزات. فكل مفكر سواء من المسلمين أو المسيحيين يرى أن الآية القرآنية أهم بكثير من عدة أحاديث ثم أنه من السهل جداً أن نفهم لماذا في الأزمنة المتأخرة وضعت أحاديث تنسب المعجزات لمحمد ومحال أن نتصور أن الآيات القرآنية غيرت أو بدلت لإنكار معجزاته إن كان عمل معجزات. ثانياً نرى الذين جمعوا الأحاديث لم تكن لهم معرفة ذاتية عن الحوادث التي جمعوها فكلهم عاشوا بعد محمد بكثير من السنين فكان تعويلهم على أقوال متداولة وقالوا أنها مسندة بأسانيد موثوق بها. ويرى القارئ في كشف الظنون الجزء الثاني وجه ٣٤-٣٧ أن جامعي كتب الصحاح الستة ماتوا بحسب ما يأتي:

البخاري سنة ٢٥٦ هـ ومسلم ٢٦١ هـ والترمذي ٢٧٩ هـ وأبو داود ٢٧٥ هـ والنسائي ٣٠٣ هـ وابن ماجة ٢٧٣ هـ أما كتب الشيعة فبعد ذلك أيضاً الكافي سنة ٣٢٩ هـ وما لا يستحضره الفقيه ٣٨١ هـ والتهذيب ٤٦٦ هـ والاستبصار ٤٠٦هـ ونهج البلاغة ٤٠٦ هـ. وأن اختلاف أهل الشيعة وأهل السنة في الأحاديث مع اتفاقهم في القرآن يدل على عدم الثقة بالأحاديث سيما ما خالف منها نص القرآن. وأكثر الأحاديث ثقة هو حديث البخاري في صحيحه ويليه مسلم والترمذي، ولكي يظهر للقارئ الكريم كثرة الأحاديث المكذوبة في أيام البخاري نفسه وكم من الموضوعات كانت شائعة إذ ذاك يكفي أن نذكر أن البخاري نفسه يقول أنه جمع ١٠٠٠٠٠ حديث ظنه صحيح و٢٠٠٠٠٠ لم يثق بصحته وبعد الفحص والتنقيب حكم بصحة ٧٢٧٥ حديثاً ولما حذف منها المكرر بقي ٤٠٠٠ فقط، وحتى ما بقي ليس كله صحيحاً فكثير منها ما يناقض الواحد الآخر كما في هذه المسألة عن معجزات محمد. وجمع أبو داود ٥٠٠٠٠٠ حديثاً وقبل منها ٤٠٠٠ فقط.

فعلينا أن نقدم من تلك المعجزات المزعومة لتعرف طبيعتها:

(١)  بعث النبي رهطاً إلى أبي رافع فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلاً وهو نائم فقتله فقال عبد الله بن عتيك فوضعت السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره فعرفت أني قتلته فجعلت أفتح الأبواب حتى انتهيت إلى درجة فوضعت رجلي فوقعت في ليلة مقمرة ١ فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة فانطلقت إلى أصحابي فانتهيت إلى النبي فحدثته فقال ابسط رجلك فمسحها فكأن لم أشتكيها قط (رواه البخاري). وسنرى في الفصل التالي ماذا تبين لنا هذه القصة عن أخلاق محمد. ولكننا نكتفي هنا بملاحظة أن حكاية قتل أبي رافع حكاها ابن هشام في سيرة الرسول وابن الأثير وكاتب روضة الصفا وفي كل مخالفة للأخرى فالواحد يقول أن ساقه الذي كسر والآخر ذراعه وغيره بل صدره رض فقط. وبعضها كما في ابن هشام وابن الأثير لا يذكر أن شفاؤه معجزة ينسبها لمحمد ولكن كلهم يتفقون أن قتل الرجل وهو نائم كان بأمر محمد. فلو كان محمد عمل معجزة في هذه الظروف لكنا وقعنا في مشكلة أدبية أشد وأصعب إذ هل يصح أن نقول أن معجزة إلهية تصنع لخير قاتل مثل عبد الله بن عتيك؟

(٢)  توجد أخبار متناقضة مختلفة عن الماء الذي أنبعه محمد لتابعيه العطشى ونجد في مشكاة المصابيح عدداً وافياً منها وسنقدم لك نوعاً عن جابر قال عطش الناس في يوم الحديبية ورسول الله بين يديه ركوة فتوضأ منها ثم أقبل الناس نحوه قالوا ليس عندنا ما نتوضأ به ونشرب إلا ما في ركوتك فوضع النبي يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون قال فشربنا وتوضأنا قال لجابر كم كنتم قال لو كنا مائة ألف لكفانا. كنا خمس عشر مائة وعن رواية أخرى ١٤٠٠ وأخرى بين ١٤٠٠ و١٥٠٠ وأخرى ١٣٠٠ وغيرها ١٦٠٠ وغيرها ١٧٠٠ وابن عباس ١٥٢٥. وروى البخاري نفس هذه الحكاية باختلاف قال عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله أربعة عشر مائة يوم الحديبية والحديبية بئر فنزحناها فلم نترك فيها قطرة فبلغ النبي فأتاها فجلس على شفيرها ثم دعا بإناء من ماء فتوضأ ثم تمضمض ودعا ثم صبه فيها ثم قال دعوها ساعة فارووا أنفسهم وركابهم حتى ارتحلوا. رواه البخاري وقد كررت هذه الحكاية في المشكاة وكل مرة تختلف عن الأخرى.

فيرى القارئ أنها ليست معجزة إذ تتجمع المياه في البئر بعد تركها مدة وهذا يخالف تماماً ما قيل عن كفاية ١٠٠٠٠٠ رجل من نبع أصابعه.

(٣)  وتوجد عدة قصص عن أشجار وأحجار حيّت محمداً كرسول الله وكيف أن الأشجار تبعته أو أطاعت أوامره واخترنا للقارئ واحدة كعينة عن جابر قال سرنا مع رسول الله حتى نزلنا وادياً أفيح فذهب رسول الله يقضي حاجته فلم ير شيئاً يستتر به وإذا شجر تين بشاطئ الوادي فانطلق رسول الله إلى إحداها فأخذ بغصن من أغصانها فقال انقادي عليّ بإذن الله فانقادت معه كالبعير المحشوش الذي يطيع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها فقال انقادي عليّ بإذن الله فانقادت معه كذلك حتى إذا كان بالنصف مما بينهما قال التئما عليّ بإذن الله فالتأمتا فجلست أحدث نفسي فحانت مني لفتة فإذا أنا برسول الله مقبلاً وإذا الشجرتين قد افترقتا قامت كل واحدة منهما على ساق رواه مسلم.

(٤)  وتروى أيضاً عينة من نوع آخر من المعجزات عن أنس قال أن رجلاً كان يكتب للنبي فارتد عن الإسلام ولحق بالمشركين فقال النبي إن الأرض لا تقبله فأخبرني أبو طلحة أنه أتى الأرض التي مات فيها فوجده منبوذاً فقال ما شأن هذا فقالوا دفناه مراراً فلم تقبله الأرض وعلماء المسلمين لم يتفقوا مطلقاً على من هو هذا الرجل السيء الحظ.

(٥)  وعن جابر قال كان النبي إذا خطب استند إلى جذع نخلة من سواري المسجد فلما صنع له المنبر فاستوى عليه صاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق. فنزل النبي حتى أخذها فضمها إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت قال بكت على ما كانت تسمع من الذكر رواه البخاري.

(٦) عن علي بن أبي طالب قال كنت مع النبي بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقول السلام عليك يا رسول الله رواه الترمذي والدارمي.

(٧) عن ابن عباس قال أن امرأة جاءت بابن لها إلى رسول الله فقالت يا رسول الله أن ابني به جنون وأنه ليأخذه عند غدائنا وعشائنا فمسح رسول الله صدره ودعا فثعّ ثعة وخرج من جوفه مثل الحجر الأسود يسعى رواه الدارمي.

(٨) عن ابن عمر قال كنا مع النبي في سفر فأقبل أعرابي فلما دنى قال له رسول الله تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله قال ومن يشهد على ماتقول قال هذه السلمة. فدعاها رسول الله وهو بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض حتى قامت بين يديه فاستشهدها ثلاثا فشهدت ثلاثا كما قال ثم رجعت إلى منبتها رواه الدارمي.

(٩) وعن ابن عباس قال جاء أعرابي إلى رسول الله قال بم أعرف أنك نبي؟ قال: إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة يشهد أني رسول الله فدعاه رسول الله فجعل ينزل من النخلة حتى سقط إلى النبي ثم قال ارجع فعاد فأسلم الأعرابي رواه الترمذي وصححه.

(١٠) وفي كتاب تركي اسمه مرآة الكائنات القصة التالية ٢ : لما خرج محمد إلى الطائف قال فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت إليها فإذا فيها جبريل فقال أن الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت قال فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد أن الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك وأنا ملك الجبال وقد بعثني إليك ربك لتأمرني بأمرك إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. قال النبي لا بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده وحده لا شريك له .. الخ.

ولا ضرورة أن نزيد من هذه الحكايات فمن يرغب الزيادة فعليه أن يرجع إلى روضة الصفا أو روضة الأحباب وجامع المعجزات في الفارسية أو مرآة الكائنات في التركية وفي كثير من الكتب العربية ذكرنا أنفاً بعضها.

ونجد في الكتب الهندية والوثنية كثيراً جداً من معجزات الأصنام كهذه يصدقها كثيرون من جهلاء الوثنيين في بلاد عديدة، ولكن جميعها تختلف في الأسلوب والماهية عن المعجزات الصحيحة الواردة في الإنجيل والتي يشهد القرآن بصحتها. وتلك الحكايات (الوثنية وغيرها) تذكرنا بحكايات ألف ليلة وليلة وتثبت أن العرب في الجاهلية كانت لهم قوة التصور وتأليف الحكايات.

ولنلاحظ أن بعض تلك المعجزات التي قد رويناها هي نفس ما طلبته قريش من محمد، فلو كان قد أتاها فعلاً لكان قد ذكر القرآن بعضها ولكن بدلاً عن ذلك نراه يقول أن محمداً ليس بوكيل بل نذير وبشير ويبين سبب عدم إتيانه بالمعجزات مطلقاً.

إذا تفضل قراؤنا بالاطلاع على المعجزات التي صنعها يسوع وتلاميذه كما هي مدونة في العهد الجديد قالوا ما أعظم الفرق في نوعها عن تلك التي ينسبها الحديث لمحمد مناقضاً القرآن.

ليست معجزات العهد الجديد مجرد حوادث مدهشة خارقة للطبيعة كشجرة تشير وتتكلم وعمود يصرخ ويئن كالطفل أو كمسح ساق أو ذراع قاتل فتشفى .. الخ، بل هي أمثال فعلية ملآنة بالتعاليم الروحية وظاهر بها الرحمة والقوة الإلهية مثل إبراء الأبرص وفتح أعين الأعمى وإقامة الموتى الخ (متى ١١:‏٤ و٥ ولوقا ٧:‏٢٢). ومعجزات المسيح لم تعمل لنجاة قاتل من إحدى نتائج فعلته ولم يكرس القوى الإلهية في جعل الأشجار تتكلم والأحجار تصرخ.

وعلاوة على ذلك فمعجزات العهد الجديد كتبت بعد صعود المسيح بقليل في حياة أكثر تلاميذه تحت الإرشاد الإلهي بعضها كتبها نفس تلاميذ المسيح كمتى ويوحنا وبعضها تحت ملاحظتهم كمرقس ولوقا. ويوجد سبب آخر على صحة ما دوّن عن معجزات المسيح وهي كتابتها عند حدوثها، ولكن من الوجهة الأخرى يرى المعجزات التي نسبها الحديث لمحمد لم تَكتب إلا بعد موته بمئات من السنين. وجاء في الإنجيل أن المسيح يشير إلى أعماله باعتبار أنها دليل على رسالته الإلهية "اَلأعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي" (يوحنا ١٠:‏٢٥) (راجع أيضاً عدد ٣٢ و٣٧ و٣٨ و١٤:‏١١ و١٢ و١٥:‏٢٤) أما في القرآن فبالعكس فإنه أنكر معجزات محمد. أنظر سورة الإسراء وشهد بمعجزات المسيح انظر سورة آل عمران.

ونبين باختصار بعض الفروق العظيمة التي بين معجزات المسيح ومعجزات محمد التي في الأحاديث.

توجد شهادة كافية أن كثيرين ممن صرحوا أنهم أول شهود المعجزات المسيحية صرفوا حياتهم في أتعاب وأخطار وآلام تحملوها طوعاً في تقرير الحوادث التي سلموها لنا ولسبب اعتقادهم بها فقط خضعوا لقوانين جديدة غيرت سلوكهم.

ولا توجد شهادة أن الذين صرحوا بأنهم شهود المعجزات المحمدية فعلوا مثل ذلك في تقرير الحوادث التي دونوها أو غيروا سلوكهم بسبب اعتقادهم بها.

جمع الأحاديث الإسلامية كان متأخراً جداً وحوادثها غريبة حتى لا يمكن لعالم أن يثق بصحتها كمعجزات غير أنها ربما كانت تستحق ثقة أكثر بخصوص أمور أخرى متعلقة بمحمد، وما جاء عن ذلك في المشكاة أو حياة اليقين أو عين الحياة وغيرها من الكتب الشائعة الاستعمال بين علماء السنة والشيعة غريبة جداً حتى أنها تلقي الشك والريب على جميع الأحاديث الأخرى. فمثلاً يوجد حديث معناه أن الحور العين تنمو من الأرض كالورد على شاطئ نهر في الجنة فيجمعهن المسلمون لملذاتهم وأيضاً يوجد في الجنة طيور مطبوخة وتطير ثانية بعد أن يشبع منها المسلمون. وأن الله تعالى لما أراد خلق آدم بعث إلى الأرض جبرائيل ليأتيه بقبضة من ترابها فلما أتاها جبرائيل ليقبض منها القبضة قالت إني أعوذ بعزة الله الذي أرسلك أن تأخذ مني شيئاً يكون فيه غداً للنار نصيب فرجع جبرائيل إلى ربه ولم يأخذ منها شيئاً وقال يا رب استعاذت بك فكرهت أن أقدم عليها (ثم أرسل ميكائيل فكذلك ثم بعث الله تعالى ملك الموت فأتى الأرض فاستعاذ بالله أن يأخذ منها شيئاً فقال وأني أعوذ بالله أن أعصي له أمراً فقبض قبضة من زواياها الأربعة. وفي حديث آخر أن الله تعالى أذن لي (محمد) أن أحدث عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض وعنقه منثنية تحت العرش وهو يقول سبحانك ما أعظمك فيرد عليه لا يعلم ذلك من حلف بي كاذباً. وفي حديث آخر لما أرادت حواء أن تأكل من الحبة نمت الشجرة علو ٥٠٠ سنة لتنجو منها وحديث آخر أن المسافة ما بين أكتاف وآذان حملة العرش مسيرة ٧٠ سنة.

ويصرح علماء الشيعة أنه توجد مناقضات في الحديث فورد في الكافي أن علياً بن إبراهيم سأل علياً بن أبي طالب عن تناقض بعض الأحاديث ومخالفة بعضها للقرآن وطريقة تمييز الصحيح منها عن غيره فذكر له بعض شروط لتمييز ذلك فقال له فإن وافق الخبران جميعاً قال ينظر إلى ما ليس إليه حكامهم وقضاتهم أميل فيترك ويؤخذ بالآخر. قال فإن مال حكامهم إلى الخبرين جميعاً قال إن كان فارجه حتى تلقى أمامك فإن الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات.

فينتج من كل ذلك أن دعوة محمد النبوة لم تؤيدها معجزة كما بينه القرآن أما المعجزات في الحديث فغير معقولة البتة ومتناقضة تماماً وبعضها مناقض للقرآن وليس لها أدلة تثبت حدوثها.


١. يقول في مشكاة المصابيح في هامشها سبب الوقوع اشتباه الدرج لضوء القمر

٢. وجدناها حرفيا في السيرة النبوية فنقلناها منه