الفصل ١٠

المؤمنون والمعترفون

منذ أن صار لله شعب مؤمن مكرس له، كان هؤلاء ينزعجون من أولئك الذين يُقرون بأنهم منهم، ولكنهم لم يكونوا كذلك. وهذا سيستمر إلى أن "يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ الْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي الإِثْمِ وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ. حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ" (متى ١٣: ٤١- ٤٣).

يخبرنا الكتاب المقدس عن هذا التمازج بين الزؤان والقمح- بين المعترفين فقط وسط المؤمنين الحقيقيين. لسوء الحظ، بعض الناس طبّقوا على أبناء الله التحذيرات والحثّ الذي كان موجهاً فقط لأولئك الذين ينخدعون بأنفسهم والذين لم يضعوا إيمانهم في الرب يسوع المسيح.

ونرى في الكتاب المقدس الكثير من المقاطع التي تظهر هذا الدمج. انظر مثلاً:

تكوين ٤: ٣- ٥

خروج ١٢: ٣٨

عدد ١١: ٤- ٦

نحميا ١٣: ١- ٣

نحميا ٧: ٦٣- ٦٥

متى ١٣: ٢٤- ٣٠، ٣٧- ٤٨

٢ كورنثوس ١١: ١٣- ١٥

غلاطية ٢: ٤

٢ بطرس ٢: ١، ٢

 

من المستحيل، من خلال قراءة موجزة للكتاب المقدس، أن نشير إلى كل المقاطع التي تميز بين المؤمنين الحقيقيين وأولئك الشكليين، والمرائين، والناموسيين، الذين يعملون لأجل خلاصهم الذاتي، بدلاً من المضي في خلاص قد نالوه لتوهم كعطية مجانية. انظر فيلبي ٢: ١٢، ١٣ وأفسس ٢: ٨، ٩.

على كل حال، فيما يلي مقاطع تشير إلى نقاط التمايز بينهما:

المؤمنون مخلّصون، أما المعترفون فقط فهم هالكون:

قارن:

المؤمنون الحقيقيون

مُدّعوا الإيمان

"فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ! اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ»" (لوقا ٧: ٥٠).

"وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ وَالشَّرِكَةِ وَكَسْرِ الْخُبْزِ وَالصَّلَوَاتِ" (أعمال ٢: ٤٢).

"خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي" (يوحنا ١٠: ٢٧- ٢٩).

"كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجاً. لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي. وَهَذِهِ مَشِيئَةُ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَانِي لاَ أُتْلِفُ مِنْهُ شَيْئاً بَلْ أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ" (يوحنا ٦: ٣٧- ٣٩).

"وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ الْعَرِيسُ وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ وَأُغْلِقَ الْبَابُ" (متى ٢٥: ١٠).

"بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ" (رومية ٣: ٢٢).

"لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ، لأَنَّ عُرْسَ الْحَمَلِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزّاً نَقِيّاً بَهِيّاً، لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ" (رؤيا ١٩: ٧- ٨).

"أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي" (يوحنا ١٠: ١٤).

"وَلَكِنَّ أَسَاسَ اللهِ الرَّاسِخَ قَدْ ثَبَتَ، إِذْ لَهُ هَذَا الْخَتْمُ. يَعْلَمُ الرَّبُّ الَّذِينَ هُمْ لَهُ. وَلْيَتَجَنَّبِ الإِثْمَ كُلُّ مَنْ يُسَمِّي اسْمَ الْمَسِيحِ" (٢ تيموثاوس ٢: ١٩).

"اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ" (يوحنا ٦: ٤٧).

"أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ" (يوحنا ١٧: ٢٤).

"وَاثِقاً بِهَذَا عَيْنِهِ أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحاً يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (فيلبي ١: ٦).

"وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا مِنَ الاِرْتِدَادِ لِلْهَلاَكِ، بَلْ مِنَ الإِيمَانِ لاِقْتِنَاءِ النَّفْسِ" (عبرانيين ١٠: ٣٩).

"وَسِيمُونُ أَيْضاً نَفْسُهُ آمَنَ. وَلَمَّا اعْتَمَدَ كَانَ يُلاَزِمُ فِيلُبُّسَ. فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ.... "لَيْسَ لَكَ نَصِيبٌ وَلاَ قُرْعَةٌ فِي هَذَا الأَمْرِ لأَنَّ قَلْبَكَ لَيْسَ مُسْتَقِيماً أَمَامَ اللهِ" (أعمال ٨: ١٣- ٢١).

"مِنَّا خَرَجُوا، لَكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنَّا، لأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مِنَّا لَبَقُوا مَعَنَا. لَكِنْ لِيُظْهَرُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا جَمِيعُهُمْ مِنَّا" (١ يوحنا ٢: ١٩).

"وَلَكِنْ مِنْكُمْ قَوْمٌ لاَ يُؤْمِنُونَ». لأَنَّ يَسُوعَ مِنَ الْبَدْءِ عَلِمَ مَنْ هُمُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ وَمَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُهُ. فَقَالَ: «لِهَذَا قُلْتُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يُعْطَ مِنْ أَبِي». مِنْ هَذَا الْوَقْتِ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تلاَمِيذِهِ إِلَى الْوَرَاءِ وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ" (يوحنا ٦: ٦٤- ٦٦).

"أَخِيراً جَاءَتْ بَقِيَّةُ الْعَذَارَى أَيْضاً قَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ يَا سَيِّدُ افْتَحْ لَنَا. فَأَجَابَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ: إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ" (متى ٢٥: ١١، ١٢).

"هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْماً! أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟" (متى ٢٣: ٢٨- ٣٣).

"فَلَمَّا دَخَلَ الْمَلِكُ لِيَنْظُرَ الْمُتَّكِئِينَ رَأَى هُنَاكَ إِنْسَاناً لَمْ يَكُنْ لاَبِساً لِبَاسَ الْعُرْسِ. فَقَالَ لَهُ: يَا صَاحِبُ كَيْفَ دَخَلْتَ إِلَى هُنَا وَلَيْسَ عَلَيْكَ لِبَاسُ الْعُرْسِ؟ فَسَكَتَ. حِينَئِذٍ قَالَ الْمَلِكُ لِلْخُدَّامِ: ارْبُطُوا رِجْلَيْهِ وَيَدَيْهِ وَخُذُوهُ وَاطْرَحُوهُ فِي الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ" (متى ٢٢: ١١- ١٣).

"كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!" (متى ٧: ٢٢- ٢٣).

"مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَاناً وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟" (يعقوب ٢: ١٤).

"لأَنَّ الَّذِينَ اسْتُنِيرُوا مَرَّةً، وَذَاقُوا الْمَوْهِبَةَ السَّمَاوِيَّةَ وَصَارُوا شُرَكَاءَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الصَّالِحَةَ وَقُوَّاتِ الدَّهْرِ الآتِي، وَسَقَطُوا، لاَ يُمْكِنُ تَجْدِيدُهُمْ أَيْضاً لِلتَّوْبَةِ، إِذْ هُمْ يَصْلِبُونَ لأَنْفُسِهِمُ ابْنَ اللهِ ثَانِيَةً وَيُشَهِّرُونَهُ" (عبرانيين ٦: ٤- ٦).

"أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا، وَإِنِ ارْتَدَّ لاَ تُسَرُّ بِهِ نَفْسِي" (عبرانيين ١٠: ٣٨).

 

المؤمنون يُكافئون، والمُدّعون يُدانون:

قارن:

متى ٢٥: ١٩- ٢٣

مع

متى ٢٥: ٢٤- ٣٠

لوقا ١٢: ٤٢- ٤٤

مع

لوقا ١٢: ٤٥- ٤٧

كولوسي ٣: ٢٤

مع

متى ٧: ٢٢، ٢٣

 

بعض المقاطع لا تخلو من صعوبة، ولكن بالصلاة، والدراسة المتأنية، وبحفظنا على مبدأ "لا تستخدم مقطعاً مشكوكاً به أو غامضاً ليُناقض نصاً واضحاً وموثوقاً"، يأتي النور إلينا من كل بد. لا تستخدموا أي قول يبدأ بـ "إذا" ليُغاير قولاً يبدأ بـ "الحق"- عبرانيين ٦: ٦ مثلاً ليُناقض يوحنا ٥: ٢٤.

حالة يهوذا الاسخريوطي وبطرس يجب ألا تُشوشنا. فيهوذا لم يكن أبداً مؤمناً (انظر يوحنا ٦: ٦٨- ٧١). وبطرس لم يفقد إيمانه أبداً (لوقا ٢٢: ٣١، ٣٢).

وأخيراً: يجب أن لا ننسى أبداً أن هذه المبادئ هي فقط لتدلنا على أن نُفصّل كلمة الله بالاستقامة، ولكن لا ينبغي أن نطبقها على الأشخاص الأحياء. إدانة المعترفين ليست من حقنا، بل هي حصرياً من حق ابن الإنسان.

ادرسوا بعناية متى ١٣: ٢٨، ٢٩؛ ١ كور ٤: ٥.