التعليم الرمزي في خيمة الاجتماع

The Tabernacle's Typical Teachings

أ.ج. بولوك

A. J. Pollock

أَعَدَّ النصَّ الإنكليزي الأصلي وطبعه في إنكلترا

جون رايت أبناء، بريستول

Golden Cherubims on the Mercyseat
رئيس الكهنة مرتدياً ثياب المجد والبهاء

رئيس الكهنة مرتدياً ثياب المجد والبهاء

المحتويات
    الصفحة
  تصدير  
  الفصل  
١ جمع المواد اللازمة لبناء خيمة الاجتماع، ومعانيها الرمزية.  
٢ مغزى الأعداد في بناء خيمة الاجتماع.  
٣ ملاحظات جديرة بالذكر فيما يتعلق بالمسكن وخدمته  
٤ تابوت العهد، كرسي الرحمة، والكروبين  
٥ مائدة خبز الوجوه  
٦ المنارة الذهبية  
٧ ستائر خيمة الاجتماع  
٨ ألواح خيمة الاجتماع  
٩ الحجاب والستارة لباب الخيمة  
١٠ المذبح النحاسي  
١١ دار المسكن في خيمة الاجتماع  
١٢ ثياب المجد والبهاء  
١٣ تكريس وسيامة هارون وبنيه  
١٤ مذبح البخور الذهبي والمرحضة النحاسية  
١٥ الذبائح  
١٦ ذبيحة المحرقة  
١٧ قربان التقدمة  
١٨ ذبيحة السلامة  
١٩ ذبيحة الخطية  
٢٠ ذبيحة الإثم  
٢١ يوم الكفارة العظيم  
٢٢ تطهير المجذوم  
٢٣ رماد البقرة الحمراء  
٢٤ أربع رموز تاريخية عظيمة لموت المسيح  
٢٥ ملكي صادق، رمز المسيح ككاهن وملك على عرشه  
٢٦ أعياد الرب السبعة  

قائمة بالصور الإيضاحية المستخدمة

الصفحة الصورة  
  ١- رئيس الكهنة مرتدياً ثياب المجد والبهاء  
  ٢- مخطط يبين خيمة الاجتماع ومكان تخييم كل سبط  
  ٣- الشكل العام لخيمة الاجتماع  
  ٤- الألواح مع الأغطية وقد رُدَّت إلى الخلف لإظهار مذبح البخور، ومائدة خبز الوجوه، والمنارة الذهبية.  
  ٥- الكاهن العظيم في المقدس  
  ٦- تابوت العهد في المقدس مع الكروبين  
  ٧- مذبح المحرقة والمرحضة النحاسية  

التعليم الرمزي في خيمة الاجتماع

تصدير

هناك طريقتان لمقاربة هذا الموضوع. فأولاً هناك طريقة المحدث، الذي لا يرى في التعليم المتعلق بخيمة الاجتماع في البرية سوى وصفاً جافاً لطقوس عبادة فارغة لدى سلالة بدائية تعود إلى قرون طويلة ماضية. فمثلاً، كتب أستاذ جامعي في كلية لاهوت، قائلاً:

"ماذا يفيدنا للحياة الروحية ما يمكن أن نجده من تفاصيل دقيقة تافهة ليتورجية وشعائرية في خيمة الاجتماع والخدمة فيها" (تفسير بيك ص ٥).

من جهة أخرى، نجد السير روبرت أندرسون، المتوفى، وهو كاتب معروف له مساهمات مفيدة في الأدب المسيحي، يسجل لنا كيف أن فهمه للمعنى الروحي للناموس الشعائري اليهودي قد أدخل قناعة إلى فكره بروعة الوحي الكائن في الكتاب المقدس، وكانت هذه وسيلة ساعدته في اتخاذ موقف مسيحي محدد ثابت.

إننا نستغرب من حُسر النظر الروحي الذي أثر على فكر هذا البروفيسور المحدث عندما قرأ الرسالة إلى العبرانيين. فهناك نجد مغايرة أيضاً لتلك الذبيحة الكفارية الفعالة ألا وهي المسيح، التي يصف الكتاب المقدس نفسه رموزها في العهد القديم بالأقوال كمثل:

"شِبْهَ السَّمَاوِيَّاتِ وَظِلَّهَا" (عبرانيين ٨: ٥).

"أَمْثِلَةَ الأَشْيَاءِ الَّتِي فِي السَّمَاوَاتِ" (عبرانيين ٩: ٢٣).

"ظِلُّ الْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ" (عبرانيين ١٠: ١).

"وَفِي هَيْكَلِهِ الْكُلُّ قَائِلٌ: [مَجْدٌ]" (المزمور ٢٩: ٩).

فماذا كان نوع تلك النظارات التي كان البروفيسور يرتديها عندما قرأ هكذا أقوال واضحة إلى هذه الدرجة؟ يمكننا فقط أن نستنتج أنه أخفق في رؤية جمال الرموز لأنه لم يعرف مجد المزمور إليه، ألا وهو الرب يسوع المسيح. إن الكتاب المقدس يختزلها في كلمة واحدة:

"هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ" (كولوسي ٢: ١٧).

فالمسيح إذاً هو موضوعنا البهج: لاهوته، وناسوته، وموته الكفاري، وعمله المنجز، وقيامته، والبركات التي تنبع منه كينابيع فياضة لشعبه في التصاقهم به.

يكفي إصحاحان على الأكثر (تكوين ١ و ٢) لتفي بغرض إخبارنا عن عمله العظيم في الخلق. بل إن آية واحدة قصيرة مؤلفة من بضعة كلمات تصف لنا ما حدث: "الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ الله" (عبرانيين ١١: ٣). وبالمقابل نجد ما لا يقل عن ثلاثين إصحاحاً في سفر الخروج وحده تتحدث عن التعليمات المتعلقة بخيمة الاجتماع والخدمات فيها. وفي الواقع، لعله يمكننا القول أن قسماً كبيراً من التعاليم الواردة في التوراة تتعلق بشكل خاص بخيمة الاجتماع. وهذا يظهر الأهمية الكبيرة للموضوع الذي نطرحه.

لقد أصاب أحدهم في وصف خيمة الاجتماع على أنها "نبوءة بالبوص، والفضة، والذهب". إنها مفعمة بالمعاني الروحية العميقة. إنها أريج المسيح. وهي شهادة مدهشة على كمال ووحي كلمة الله. والتعليم الذي نجده فيها هو أحد أغنى مناجم الذهب النقي في الكتاب المقدس برمته.

كان الخلق ضرورياً ليشكل قاعدة ينفذ الله عليها مخططه. وإن صور وظلال ذلك المخطط نجد انعكاسها في خيمة الاجتماع. وما الأرض التي نعيش عليها سوى سقّالة لتشييد بناء الله للأبدية. وإن يوم السبت هو صورة ظلّية لكون الله الكل في الكل إلى الأبد. والسقالة سوف تُفكك يوماً ما وتوضع على الأرض. أما بناء الله فسيرتفع مهيباً وأبدياً لمجد الله وتسبيحه. والله سيستريح برضى محبته ويسكن وسط شعبه، في مشهد حيث لا حزن، ولا وجع، ولا ألم، ولا موت.

ملاحظة:

خلال قراءة تفاصيل الرموز والصور يتم التأكيد على نفس الحقائق بشكل متكرر. ولذا ينبغي على القارئ أن يكون على استعداد لتقبل هذا التكرار في الصفحات التالية. وهذا أمر لا يمكننا تحاشيه عند تناولنا لهذا الموضوع. من جهة أخرى، لا يمكننا الخوض في الكثير من التفاصيل الصغيرة، ولكن يرضينا أن نجري مسحاً عاماً نوعاً ما على هذا الجزء الممتع المكثف من كلمة الله. لقد شعر الكاتب بقيمة هذا التكرار لفائدته الروحية، وأيضاً بضرورة التأكيد المتواصل على الحقائق الأساسية المتعلقة بلاهوت ربنا، وناسوته، وحياته الأرضية، وموته الكفاري، وقيامته المجيدة، ...الخ، إذ وجدها لازمة ومفيدة.

قال رئيس أساقفة مخاطباً الإكليروس في مجمع كنسي: "إننا غالباً ما ننسى ما يجب على كل المعلمين أن يتذكروه، ألا وهو قيمة التكرار المطرد لما هو ذا أهمية أساسية، ذلك أن الأساسيات التي نعتبرها أمراً مسلّماً به لا نلبث أن ننسى أن نعلّمها على الإطلاق". إنها كلمات حكيمة وثمينة حقاً.